كيف تتعرف على الخيل العربية الأصيلة؟

الدوحة-اقتصاد تركيا

هناك مواصفات جسمانية يتعرف من خلالها المتخصصون على الخيل العربية الأصيلة، وكلما اجتمعت هذه المواصفات في حصان واحد بات يعد من النوادر التي قد يصل ثمنها إلى ملايين الدولارات خاصة في منطقة الخليج التي تعتبر الخيل جزءا من تراثها وتاريخها.

وبجانب المواصفات الجسمانية للخيل العربية، توجد مجموعة أخرى من المميزات التي يتفرد بها الحصان العربي الأصيل عن غيره، أهمها قدرته على الشفاء السريع من الجروح والإصابات وصحته الجيدة، وطول العمر والخصوبة العالية حتى مع تقدم العمر، كما أنه يكتفي بالقليل من الطعام وليست لديه شراهة عالية.

ويرى جاسم المسباح الحكم الكويتي المشارك في مهرجان كتارا للخيل العربية المقام حاليا بالدوحة، أن التحكيم في مسابقات جمال الخيول مبني على محددات معروفة، ويقوم فريق التحكيم بالنظر إليها خلال التقييم، موضحا أن أهم الصفات الجسمانية للخيل العربية تكمن في الرأس أو الرقبة، فللحصان العربي رأس طويل ورقبة مقوسة، وتكون رأس الأنثى أصغر بعض الشيء عن رأس الذكر، فضلا عن جبهة عريضة تميزها غرة في الوسط.

ويشير المسباح، في حديث للجزيرة نت، إلى أن عين الحصان العربي صافية براقة تستشعر فيها الذكاء، وتتميز بكونها واسعة كبيرة وتبتعد عن الأذن، أما أنف الحصان العربي فمستقيم بمنخرين واسعين يمكنانه من استنشاق أكبر قدر من الهواء، وذلك أحد أسرار تميزه في السباقات، لافتا إلى أن أذن الحصان العربي الأصيل رقيقة قائمة متقاربة وسريعة الحركة وتتمتع بحساسية عالية لمختلف الأصوات.

هيكل متناسق

ويوضح الحكم الكويتي أن من المعايير المهمة أيضا لمعرفة الخيل العربية، هيكلها المتناسق لدرجة لا توجد في سلالة خيل أخرى، فالحصان العربي يميل إلى الشكل المربع القصير والعريض من منطقة الظهر، وواسع الصدر لكبر الرئتين، وهذه أيضا نقطة مميزة للغاية للحصان العربي الأصيل في السباقات العالمية، ثم إن الأطراف تتميز بعضلات بارزة توحي بمدى قوة الحصان، كما أنها بارزة الأوتار ومتينة، والحوافر صغيرة دائرية تتمتع بصلابة عالية.

أما شعر الحصان العربي، وفقا للمسباح، فشديد النعومة ولامع، تحته جلد صاف وناعم يميل إلى اللون الزهري، ويتراوح ارتفاع الحصان العربي ما بين 145 و160 سم، والمتوسط الغالب على سلالة الخيل العربية الأصيلة ارتفاعها 150 سم.

وبحسب موسوعات الخيل، فإن أسعار الأحصنة تتفاوت حسب أعراقها وأصالتها وما أحرزته من سباقات، وعلى سبيل المثال الحصان العربي "فرانكل" تخطى ثمنه 200 مليون دولار، وكشف السجل العالمي للخيول العربية أن عدد الخيول العربية الأصيلة يبلغ مليون حصان تنتشر في 62 دولة.

مهرجان كتارا

كانت فعاليات النسخة الثانية لمهرجان كتارا الدولي للخيل العربية، قد انطلقت في الدوحة أمس الأربعاء وسط أجواء تراثية مميزة تزهو بالأصالة وبمشاركة 11 دولة، وجوائز تصل قيمتها إلى 17 مليون ريال قطري (نحو 5 ملايين دولار) ويستمر حتى 12 فبراير/شباط الجاري.

وتتمثل فعاليات المهرجان في عدد من المعارض الفنية التي تبرز مكانة الخيل العربية من زوايا إبداعية متنوعة، ومنها منطقة الرسم، ومعرض فنون الخيل، ومعرض للصور (أساطير الشقب)، بمشاركة عدد من الفنانين، وفعالية الرسم على سرج الخيل.

كما يضم المهرجان عددا من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة، منها ركوب الخيل للأطفال، وعرض للخيالة الأميرية، وألعاب تركيب الخيل، ورسم ثلاثي الأبعاد، وعزف على الآلات الموسيقية العربية (فن الشارع)، ومزاد على القطع الفنية، ومسابقة الفنون التشكيلية، وتقديم للحكايات حول أسطورة الخيل من التاريخ العربي.

وأكد خالد بن إبراهيم السليطي، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان كتارا الدولي للخيل العربية والمدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، أن المهرجان يتعاظم دوره الكبير من خلال المحافظة على ثقافة الفروسية، وإحياء تراثها النبيل ونقله بصورة مبتكرة إلى الأجيال الجديدة، مشددا على أن النسخة الحالية ستكون مميزة واستثنائية بما تقدمه من فعاليات ثقافية وتراثية وبطولات رياضية جديدة.

وأضاف السليطي أن المهرجان بات يشكل حدثا دوليا هاما يستقطب عشاق الفروسية ومحبي الخيل العربية من كل الجنسيات والفئات، حيث اكتسب سمعته العالمية منذ انطلاقة مسيرته الناجحة، مشيرا إلى أن المهرجان اليوم يعتبر محطة مضيئة في مسيرة رياضة الفروسية القطرية وبطولاتها المتميزة.

ويعد المهرجان حدثا مهما يعمل على تشجيع ملاك الخيل العربية الأصيلة في قطر، ويحثهم على تطوير إنتاجهم من هذا النوع الفريد من الخيول من خلال العناية بجمالها وتدريبها وتوفير البيئة المثالية لها، وهو ما يؤكد تميز الجواد العربي الأصيل عن غيره من السلالات.

المصدر: الجزيرة نت