لماذا زادت أعداد المقاهي في السعودية؟
الرياض-اقتصاد تركيا
كشف رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال باتحاد الغرف السعودية ورئيس لجنة ريادة الأعمال بغرفة الرياض رياض الزامل، عن سر زيادة توجه رواد الأعمال في السعودية للاستثمار في نشاط المقاهي "الكوفي شوب"، قائلاً: أي استثمار يبنى على دراسة شاملة سيثري السوق وسيكون له العائد الإيجابي على المستثمر، كما لا ننسى أن مدينة الرياض تشهد مرحلة تطور كبير في شتى المجالات، مما يفتح الفرص الاستثمارية للجميع سواء في المقاهي أو غيرها".
وأضاف الزامل أن أغلب الاستثمارات لديها نفس جاذبية الكوفي شوب لمن يرغب دخول السوق، إلا أن المقاهي تتميز بأن لديها هوامش الربح عالية، وحاجز الدخول للسوق سهل، فضلاً عن التدفقات المالية السريعة، ولهذا السبب قد يكون هناك إقبال على هذا النشاط بشكل ملحوظ.
مستقبل الاستثمار في مجال مقاهي الكوفي
وذكر "بشكل عام أي استثمار لا يخلو من المخاطر ولا يتم التوجه له إلا بعد إجراء دراسة الجدوى بشكل كامل والتعرف عليه مسبقاً من كل الجوانب المالية وغيرها، إلى جانب ابتكار الفكرة الجديدة الجذابة ونموذج العمل المناسب، الأمر الذي سيساهم في إنجاح هذا الاستثمار بمشيئة الله".
وقال "إن سلوك المستهلك تغير خلال السنوات الخمس الماضية، وأصبح الاعتياد على ارتياد الكوفي شوب لغرض العمل والدراسة والاجتماعات المختلفة أمراً مهماً في جعل مشاريع الكوفي شوب أحد الخيارات التي اجتذبت إليها العديد من المستثمرين، وهذا الجذب انعكس على ارتفاع معدل نمو الاستثمار في قطاع محامص البن والمقاهي إلى أكثر من 40٪ خلال الفترة الماضية".
زيادة أعداد المقاهي
وفيما يخص زيادة أعداد المقاهي في السعودية، هل هو أمر سلبي أم إيجابي، أوضح قائلاً: "ما زلنا أقل من المعدل العالمي بالنسبة لعدد الكوفي شوب مقارنة بعدد السكان وهذا أمر إيجابي بالنسبة للقطاع، ولكن السلبي هو قيام بعض الشباب بالبدء بمشاريعهم بدون دراسة مستفيضة للموقع والتكاليف والتموضع واعتمادهم على التقليد المفرط والاستعجال في دخول السوق بدون خبرة سابقة".
وسواء كان سلبيا أو إيجابيا لفت الزامل إلى أن البقاء لمن يخدم السوق والمجتمع، وفي الغالب أصحاب المجمعات التجارية أو الستريب مول وغيرها، تحرص على أن تكون المحلات متنوعة وتقدم خدمات مختلفة بحيث لا يكون الموقع لنشاط واحد.
الكثرة تخلق المنافسة
وأكد "كنظرة تجارية أرى أن الكثرة تخلق المنافسة، والمنافسة تزيد الجودة في المجال، ويتكون مع مرور الوقت نضوج السوق، حيث نرى في وقتنا الحالي بعض مقاهي الكوفي شوب السعودية تنافس المقاهي الأجنبية إلى أن أصبح أكثر جودة منها، إضافةً إلى أن بعض المقاهي نجدها تطورت إلى تقديم خدماتها خارج النطاق الجغرافي للسعودية".
وقال الزامل: "لقد كشفت لنا جائحة كورونا عن قطاعات اقتصادية كانت منسية أو لم تكسب ثقة المستهلك، إلا أن الجائحة جعلت منها استثمارات جاذبة، حيث بدأ المواطن والمقيم يستخدم المنتجات المحلية بعد أن وجد أنها بنفس الجودة التي تأتي من الخارج، وهو الأمر الذي سيعزز الصناعة المحلية".
القطاعات الجاذبة
وكشف رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال باتحاد الغرف السعودية، أن "القطاعات التي ستصبح جاذبة في المستقبل هي قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والاقتصاد التشاركي والخدمي، وقطاع الخدمات اللوجستية، فضلاً عن التجارة الإلكترونية، مؤكداً أن هذه القطاعات ظهرت أهميتها خلال الجائحة، حيث شهدت هذه الفترة ارتفاعا في معدلات استخدام الإنترنت سواء كان ذلك على مستوى الاستخدام الشخصي أو المهني، إضافةً إلى ابتكار العديد من تطبيقات التسوق الإلكتروني، كما أنه أسهم في توفير الكثير من فرص التوظيف خلال الجائحة".
وأوضح أن "المملكة شهدت تطورا مهماً غير مسبوق في ريادة الأعمال، ولعل أسباب ذلك متعددة ومتنوعة، فمن حيث جاذبية البيئة، هناك تطور في التنظيمات والتشريعات أسهم بدور كبير في تشجيع الشركات الناشئة وريادة الأعمال، الأمر الذي أدى بدوره إلى حصد السعودية مراتب متقدمة عالمياً من حيث سهولة ممارسة الأعمال، بجانب التسارع والزيادة الكبيرة في عدد الحاضنات، وكذلك ما يبذل من محاولات لضمان توفر التمويل لهذه المشاريع، حيث جميعها عوامل ساعدت على نمو وازدهار مشاريع رواد الأعمال ومن ضمنها صناديق المال الجريء".
وأضاف: "نطمح في الوصول بالسعودية إلى مستويات أفضل مما هو عليه الآن، طالما أن فرص تحقيق ذلك متوفرة سواء من حيث وجود اقتصاد قوي ومزدهر يتميز بفرص جاذبة في مختلف القطاعات، أو من حيث دعم الدولة وحرصها على أن يكون لهذه للمشاريع الصغيرة والمتوسطة دور مهم في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال رفع حجم مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 35% بحلول 2030".
التحديات وحلولها
وأكد "أننا في اللجنة الوطنية لريادة الأعمال باتحاد الغرف السعودية ولجنة ريادة الأعمال بغرفة الرياض قمنا بوضع استراتيجيات طموحة تمثل عصارة لمجموعة أفكار ورؤى ومقترحات رصدت من خلال ملتقيات أقامتها اللجان، وهي تشتمل على عدد من الحلول لما يواجه هذه المشاريع من تحديات سواء على صعيد التمويل أو التشريع أو غيره، مبيناً أنه بعد هذا العمل والرصد أتت الالتفاتة الكريمة من الرؤية الحكيمة بإعلان إنشاء بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة والذي نطمح أن يوفر حلولاً لمواجهة جزء كبير من هذه التحديات، إضافةً إلى أن الاستراتيجيات تتضمن أيضاً حزمة من البرامج لدعم مشاريع ريادة الأعمال من حيث توفير الاستشارة وتقديم الدعم الفني الذي يساعد هذه المشاريع على النمو والبقاء في السوق".
المصدر: العربية نت