قناة مائية بتركيا تفوق "السويس" في الطول وتتجاوز بثلاثة أضعاف حجم "بنما"

ماردين جيلان بينار

ماردين جيلان بينار

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

ترجمة اقتصاد تركيا
دشنت تركيا قناة جديدة للري تهدف إلى نقل المياه من سد أتاتورك على مجرى نهر الفرات في منطقة شانلي أورفا إلى مدينة ماردين في جنوب شرق البلاد.
ونفذت السلطات هذا المشروع كجزء من المشروع الإقليمي المتكامل والمتعدد القطاعات المعروف بـ "مشروع جنوب شرق الأناضول" (GAP)، وهو مشروع تنموي اقتصادي لمنطقة جنوب شرق الأناضول، يهدف المشروع إلى توسيع الرقعة الزراعية وتوليد الكهرباء عبر بناء 21 سد ونفق على مجريي نهري الفرات ودجلة.


وتجمع قناة ماردين-جيلان بينار" مياه سد أتاتورك وتوجهها نحو المساحات الزراعية في مدينة ماردين وما حولها، حيث يُقدر حجم المساحات التي ستستفيد من هذه المياه بما يعادل 70 ألف ملعب كرة قدم.
ويمتد طول القناة الجديدة لمسافة 221 كيلومترًا، مما يُمكِّن المزارعين من تحقيق حصاد زراعي يبلغ ثلاث مرات سنويًا، وزيادة إيراداتهم.


وقناة "ماردين-جيلان بينار" تعتبر إنجازًا هامًا في تركيا، حيث تمتد لمسافة 221 كيلومترًا، وتُعدّ أطول من قناة السويس وتفوق ثلاثة أضعاف حجم قناة بنما، وهو مشروع ضخم يغطي احتياجات مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
وعند اكتمال جميع مراحل القناة، وسيتم استفادة مساحة تصل إلى 349 ألف ملعب كرة قدم من الأراضي الزراعية في هذه المنطقة.


وفقًا لبيان صادر عن وزارة الزراعة والغابات، بلغت تكلفة إنشاء هذه القناة الهامة ملياري ليرة تركية (ما يعادل 36.8 مليون دولار). من خلال توفير المياه لمليار فدان من الأراضي، وستكون هذه القناة مساهمة كبيرة في تلبية 35 في المائة من احتياجات الحبوب في تركيا.
وقال رئيس جمعية السياسة المائية في تركيا دورسون يلدز، في مقابلة مع صحيفة "ميليت اليومية": "إن هذا حدث تاريخي حيث تلتقي مياه نهر الفرات بالأراضي الخصبة في أعالي بلاد ما بين النهرين".


وأكد يلدز أن هذا المشروع سيشهد زيادة ملحوظة في الإنتاج الزراعي وتوسيع نطاق المحاصيل المزروعة، حيث ستشمل تشمل الحمضيات وزراعة الدفيئة.
وأضاف أن جلب مياه نهر الفرات إلى سهل ماردين لن يكون له فوائد فقط للمنطقة وتركيا، بل سيكون له أيضًا تأثير كبير على الأمن الغذائي للدول المجاورة.
من جانبه، أكد محمد شريف أوتر، رئيس مركز تجارة الحبوب قيزل تيبه، أن هذه القناة ستفتح أبواب الفرص الوظيفية لحوالي 300000 شخص. وأضاف قائلاً: "ستروي هذه القناة هذه الأراضي وتمنحها الحياة. ستصبح مصدرًا للرزق لمئات الآلاف من الأفراد وستعيد الحيوية إلى المنطقة".
وأوضح أوتر: "نحن حالياً نقوم بحصاد المحاصيل مرتين في السنة. ولكن مع تشغيل القناة، قد يصبح من الممكن في بعض المناطق الحصاد ثلاث مرات سنويًا. يسهم سهل ماردين حاليًا بنسبة 20% من احتياجات البلاد من القمح والبقوليات. وباكتمال القناة بالكامل، سيكون لمنطقة سهل ماردين دور يغطي ما لا يقل عن 35% من احتياجات البلاد. وإذا ازداد الإنتاج، سيقل الاعتماد على واردات الحبوب من الخارج".

×