قلق لدى مزارعي الزيتون الفلسطينيين من تصاعد اعتداءات المستوطنين
سلفيت-اقتصاد تركيا
بدأ الحزن مسيطرا على المزارع الفلسطيني خليل إسماعيل من مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية لعدم تمكنه من استعادة ثمار زيتونه التي قال إن مستوطنين إسرائيليين سرقوها من داخل أرضه.
ويقول إسماعيل (47 عاما) بينما يجلس بين شجر الزيتون الذي أصبح دون ثمر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مجموعة من المستوطنين دخلت أرضه وحصدت المحصول قبل تمكنه من دخولها وقامت بنقله عبر مركبات خاصة.
ويضيف الرجل، وهو يجلس ينفث دخان سيجارته غضبا، أن الأرض التي يملكها بمساحة 50 دونما مزروعة بأشجار الزيتون الخضراء الكبيرة ويفصلها عنه جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل عليها.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض أرض إسماعيل لسرقة ثمار الزيتون من قبل المستوطنين إذ قاموا بذلك على مدار ثلاثة أعوام ماضية دون وجود رادع لهم كما يقول.
وعلى مدار الأعوام الثلاثة دأب الرجل على تقديم شكاوى لدى الشرطة الإسرائيلية لكن دون جدوى حيث تحفظ ضد مجهول، مشيرا إلى أن الأرض لا يمكن أن يصل إليها سوى المستوطنين كونها مفصولة عن الفلسطينيين بالجدار.
ويقول إسماعيل إن الشرطة الإسرائيلية تمنع دخوله إلى الأرض سوى ثلاث مرات سنويا ما يجعل من الصعب حمايتها، مشيرا إلى أنه في إحدى المرات رأى ثمار الزيتون داخل مركبة للمستوطنين في ظل تواجد عناصر الشرطة التي رفضت إعادته واكتفت بإخراج المستوطنين من الأرض.
وتزامنا مع بداية موسم قطف الزيتون لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية كل عام يعيشون حالة قلق خوفا من اعتداءات المستوطنين الجسدية عليهم أو الاعتداء على محصولهم بتدمير أشجار الزيتون.
ويقول رئيس بلدية سلفيت عبدالكريم الزبيدي لـ ((شينخوا)) إن المستوطنين عادة ما يقومون بحرق أشجار الزيتون أو تسريح ماشيتهم في الأراضي بهدف تدميرها وأكل الثمار.
ويضيف الزبيدي الذي روى حوادث عديدة عن ممارسات المستوطنين تجاه الأراضي أن الفلسطينيين المالكين الحقيقيين يقدمون شكاوى رسمية لدى الشرطة الإسرائيلية بهدف وقف الاعتداءات لكن دون وجود نتائج.
ويفصل جدار الفصل الذي تقيمه إسرائيل في المنطقة نحو 4000 دونم من أراضي الفلسطينيين في سلفيت عن أصحابها الذين يمنعون من دخولها إلا بأوقات محددة لا تتعدى بضعة أيام طوال العام بحسب الزبيدي.
ويتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش والشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية للمستوطنين والتستر على ممارساتهم التي تتصاعد عام بعد عام في وقت يشهد عدد المستوطنين ارتفاعا في الضفة الغربية.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ ((شينخوا)) إن حملات شعبية يتم الإعداد لها في مدن شمال الضفة الغربية لقطف ثمار الزيتون بشكل جماعي بهدف توفير الحماية للمزارعين ومنع المستوطنين من الاعتداء عليهم.
ويضيف دغلس أن اعتداءات المستوطنين ضد المزارعين وأراضيهم تتنوع ما بين تقطيع أشجار أو سرقة محصول الزيتون أو الاعتداءات الجسدية تحت مرأى قوات الجيش الإسرائيلي التي توفر الحماية لهم.
ونشرت صحيفة ((هآرتس)) الإسرائيلية، الإثنين، أن هجمات الجيش الإسرائيلي وجماعات المستوطنين على الفلسطينيين خلال العام 2020 والنصف الأول من العام الجاري ارتفعت بشكل كبير.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن العام 2019 شهد تسجيل 363 هجوما ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بينما العام الماضي سجل 705، في حين أن النصف الأول من العام الجاري سجل قرابة 416 هجوما وهو الأكبر مقارنة مع الأعوام الماضية.
واعتبر دغلس أن ما نشرته صحيفة ((هآرتس)) أمر مهم واعتراف من قبل أوساط إسرائيلية بأن اعتداءات المستوطنين تتصاعد تجاه الفلسطينيين في قرى ومدن الضفة الغربية.
وحذر من خطورة الاعتداءات التي تترافق مع زيادة في أعداد المستوطنين وتصاعد حالة التطرف والتدريب على حمل السلاح في أوساطهم واستخدامه ضد الفلسطينيين.
ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على ممارسات المستوطنين.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في العام 1967 وأقامت عليها المستوطنات، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي.
وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود أكثر من 650 ألف مستوطن إسرائيلي يتواجدون في 164 مستوطنة و124 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية والقدس.
ويقول رئيس هيئة شؤون الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية الوزير وليد عساف إن المستوطنين يشنون حملة اعتداءات على المزارعين وأراضيهم تزداد في موسم قطف الزيتون الذي يشكل مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة فلسطينية.
ويضيف عساف لـ ((شينخوا)) أن المزارع الفلسطيني ينتظر عاما كاملا ويعتني بأرضه من أجل حصاد محصول الزيتون لتأتي جماعات المستوطنين وتقوم بسرقة الثمار أو حرق وتقطيع الأشجار.
ويتابع أن شجرة الزيتون لديها قيمة وطنية وثقافية لدى الشعب الفلسطيني، لكن المستوطن الذي ليس له أرض أو وطن لا تهمه الشجرة ويقوم بقطعها وتدميرها، لافتا إلى أن قرابة 5 آلاف شجرة تتعرض لعمليات إعدام من قبل المستوطنين سنويا.
المصدر: شينخوا