فتاة سورية تطلب من خطيبها مهرًا غريبًا بدل الذهب كشرط للزواج

فتاة سورية تطالب خطيبها بتركيب ألواح طاقة شمسية في منزلهما كمهر لإتمام الزواج

فتاة سورية تطالب خطيبها بتركيب ألواح طاقة شمسية في منزلهما كمهر لإتمام الزواج

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

أنطاكيا-اقتصاد تركيا والعالم

طلبت فتاة سورية مهراً غريباً لإتمام زواجها، مشترطة على خطيبها أن يجهز المنزل الجديد بمنظومة الطاقة البديلة (الألواح الشمسية)، بدلاً من الذهب الذي كان الشاب ينوي دفعه.

وأكدت مصادر إعلامية موالية، أن عروساً من ريف دمشق الغربي طالبت خطيبها بتركيب ألواح طاقة شمسية في منزلهما كمهر لإتمام الزواج، في ظل انقطاع الكهرباء المتواصل لساعات طويلة. وأوضحت أن رغبة العروس بتركيب ألواح الطاقة الشمسية جاءت لتخفيف التوتر والضغط النفسي الذي يتسبب به الانقطاع الطويل والمتكرر للكهرباء.

وقالت إن طلب العروس محق ويوفر حياة سهلة ومريحة لها ولأسرتها المستقبلية، مشيرة إلى أن تكلفة تركيب الألواح الشمسية يصل إلى 5 ملايين ليرة سورية (نحو 1200 دولار أمريكي) في ريف دمشق.

ومن الواضح لمراقبين كثر، أن الحرب في سوريا أثرت على أنماط التفكير السائد، وغيرت كثيراً من العادات وعلى رأسها التقاليد المرتبطة بالزواج.

وقالت الباحثة السورية ابتسام علي، إن طلب العروس يؤكد تغير الكثير من عادات الزواج والخطوبة التي كانت تعد باذخة، بحيث أدى الوضع الاقتصادي المتدهور إلى تجاوزها تباعاً.

وأوضحت ابتسام علي لـ”القدس العربي” أنه نتيجة ارتفاع سعر الذهب بدأ الكثير من العائلات السورية يستغني عن طلبه لتزويج ابنتها، أو الاكتفاء بخاتم ذهبي، نظراً لعدم قدرة الشباب وعجزهم عن شراء الذهب بكميات كما هو الحال قبل الثورة السورية.

وحسب علي، فإن الأهم حالياً لدى غالبية العائلات السورية، هو تأمين الحد الأدنى من متطلبات الزواج.

وتشهد مناطق سيطرة النظام رواجاً واسعاً للطاقة البديلة، بحيث وجد الأهالي في الطاقة البديلة حلاً مقبولاً لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وذلك على الرغم من ارتفاع ثمن تجهيزات الطاقة البديلة، مقارنة بمستوى الدخل الشهري للمواطن السوري الذي لا يتجاوز الـ 25 دولاراً أمريكياً.

وخلال الصيف الحالي، بلغت ساعات انقطاع التيار الكهربائي أوجها، بحيث وصل عدد ساعات التقنين في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة النظام إلى أكثر من 20 ساعة في اليوم الواحد، بحيث يتذرع النظام السوري بعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء.

وتتهم مصادر سورية النظام بزيادة ساعات التقنين لدفع السكان في مناطق سيطرته إلى الاعتماد على “الطاقة البديلة”، لتوفير النفقات اللازمة لشراء الوقود، وكذلك للتخفيف من حدة الانتقادات له بسبب عجزه عن تأمين التيار الكهربائي.

المستشار الاقتصادي في مركز “جسور للدراسات”، خالد التركاوي، قال “هناك توجه عالمي عام نحو اعتماد الطاقة الشمسية، في محاولة من الدول لتخفيف الارتهان للنفط، عبر إيجاد مصادر بديلة للطاقة”.

وبما يخص الطاقة البديلة في سوريا، أضاف في حديثه لـ”القدس العربي”، أن الوضع في سوريا يختلف عن بقية الدول، بحيث هناك عجز عن تأمين الكهرباء، وهو ما زاد من حجم الإقبال الشعبي عليها، رغم ارتفاع الأسعار.

وعلى حد تأكيد التركاوي، فإن غالبية السوريين تشتري الحد الأدنى من ألواح الطاقة الشمسية، لتوليد تيار كهربائي كافٍ لتشغيل الإنارة، وشحن الجوالات.

ووفق التركاوي فإن الاعتماد على الطاقة البديلة لا يحل مشكلة النظام المتعلقة بالتيار الكهربائي، وخصوصاً في الشق الاقتصادي والإنتاجي، حيث تحتاج المعامل والمصانع إلى تجهيزات كبيرة مرتفعة الثمن.

ووفق مصادر متقاطعة، تتراوح كلفة تركيب منظومة الطاقة الشمسية لمنزل بين 6 ـ 13 مليون ليرة سورية، تبعاً للطاقة المراد توليدها لتشغيل مستلزمات كهربائية معينة في المنزل، والمبلغ المطلوب غير متوفر لدى الشريحة العظمى من المواطنين، حيث انحصر تركيب المنظومة بين العائلات التي أرسل لها أبناؤها حوالات مالية من الخارج.

المصدر: القدس العربي

×