المجاعة قد تصبح جزءا من واقع دولة عربية في 2021
جنيف-اقتصاد تركيا والعالم
حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن المجاعة قد تصبح "جزءا من واقع اليمن" في 2021، بعدما تعهد مؤتمر للمانحين توفير أقل من نصف الأموال اللازمة لمواصلة عمل برامج المساعدات في البلد الذي دمرته الحرب.
وشاركت أكثر من 100 دولة وجهة ومانحة في المؤتمر الذي استضافته السويد وسويسرا الاثنين. وكانت الأمم المتحدة تطالب بمبلغ 3,85 مليارات، ولكن التعهدات بلغت في نهاية المطاف 1,7 مليار دولار فقط خلال الاجتماع الافتراضي.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اكيم شتاينر في مقابلة مع وكالة فرانس برس الثلاثاء إن "احتمال مواجهة أعداد أكبر من الناس لخطر المجاعة ازداد بشكل كبير".
وأضاف ليس بالضرورة أن تقع المجاعة "خلال عام أو عامين. يمكن أن يحدث هذا في غضون أسابيع أو شهر، ولهذا السبب نشعر بالقلق الشديد من أن نشهد مجاعة كبرى تصبح جزءا من واقع اليمن في العام 2021".
وتابع "نحن على بعد خطوة من مجاعة كبرى".
وقتل وأصيب عشرات الآلاف من الأشخاص في الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي تسبّب في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وبينما تتواصل المعارك الشرسة مع سعي المتمردين للسيطرة على مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال، يعتمد أكثر من ثلثي اليمنيين البالغ عددهم 29 مليونا على المساعدات التي تم تقليصها بالفعل العام الماضي مما أدى إلى تعليق برامج رئيسية.
وبحسب الامم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني "يموتون جوعا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة".
كذلك، تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22 بالمئة عن العام 2020.
ويقول شتاينر إن "التداعيات المباشرة" لانخفاض مستويات المساعدة ستكون مدمرة.
وأوضح "يتعين على وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية خفض دعمها لليمن في أسوأ أوقات الأزمة"، مضيفا "ستقتطع الحصص الغذائية، ولن يعود بالإمكان توفير الإمدادات الغذائية، ولن تكون الإمدادات الصحية والأدوية الأساسية متاحة للاستيراد".
ورأى أن التعهدات في المؤتمر "ربما تكون وفّرت بضعة أشهر أخرى، لكن احتمال حدوث انخفاض حاد في الإمدادات الغذائية بات وشيكا".
في غضون ذلك، سيبقى اليمنيون يعانون.
وقال شتاينر "إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لكثيرين منهم في ما يتعلق بالحصول على الغذاء والإمدادات الأساسية".
أدّت المعارك بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية، والمتمردين المتحالفين مع إيران، إلى وضع البلاد على حافة الدمار الشامل.
وجرى تدمير مدارس ومصانع ومستشفيات وشركات، وتجنيد الأطفال للقتال فيما فقد مئات الآلاف سبل عيشهم.
ويعجز واحد من كل أربعة أشخاص في اليمن عن إيجاد عمل، ما يحد من قدرته على توفير الغذاء لأسرته.
ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن اليمن، المجاور لبعض من أغنى بلدان العالم، يشهد أسوأ أزمة تنموية في العالم، ويقدّر بأن البلد الفقير فقد أكثر من عقدين من التقدم الإنمائي.
وقال شتاينر إنه في بعض المدارس "لا توجد كتب، لا يوجد ورق، ولا توجد أقلام"، مضيفا "هناك جيل كامل من الأطفال في الوقت الحالي يكبرون من دون أبسط الأشياء التي يمكننا توفيرها في القرن الحادي والعشرين، وهو التعليم".
وتابع "هناك مشكلات هيكلية ومزمنة تظهر الآن، وسيحتاج (اليمن) إلى سنوات وسنوات حتى يعود إلى مستوى التنمية الذي كان عليه قبل عقد من الزمن".
بالنسبة لطارق رمضان وهو أحد سكان صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، فإن انتشال اليمنيين من محنتهم لن يكون إلا بوقف الحرب.
وقال لوكالة فرانس برس "كل الشعب اليمني يتمنى أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن حتى لا نحتاج إلى أي نوع من المساعدات".
المصدر: فرانس برس