تركيا تحيي ذكرى كارثة 1999 بينما يحذر خبراء من زلزال كبير قادم

نصب تذكاري لضحايا زلزال 1999-أرشيفية

نصب تذكاري لضحايا زلزال 1999-أرشيفية

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

ترجمة خاصة

أحيت عدة ولايات تركية، الذكرى الـ21 للزلزال المدمر الذي ضرب منطقة بحر مرمرة في الساعة 03:02 من فجر 17 أغسطس/ آب لعام 1999، وسط تزايد المخاوف بشأن كارثة محتملة بنفس الحجم من المتوقع أن تضرب مدينة إسطنبول.

وأودى الزلزال آنذاك، والذي بلغت قوته 7.4 درجات وكان مركزه بمنطقة غولجوك بمقاطعة قوجه ايلي شمال غرب تركيا، واستمر حوالي 45 ثانية، بحياة حوالي 17 ألف و480 شخصًا.

كذلك تسبب في جرح ما يزيد عن 23 ألفا آخرين، فضلا عن دمار حوالي 300 ألف مسكن، و43 ألف مكان عمل.

اقرأ أيضا| وزير تركي: إسطنبول بحاجة عاجلة إلى 300 ألف وحدة سكنية لمقاومة الزلازل

وشارك مسؤولون وسكان محليون بحفل نظمته بلدية سكاريا لإحياء الذكرى الأليمة للزلزال.

وقال رئيس البلدية أكرم يوجي: "لقد عانينا من كارثة القرن في مثل هذه الليلة، قبل 21 عامًا".

وأضاف: "لقد دمر منزلي وخرجت من أنقاضه".

وأقيم حدث مماثل في منطقة غولجوك مركز الزلزال. وقف أولئك الذين حضروا الحدث لإحياء الذكرى السنوية للزلزال في صمت على ساحل المنطقة في الساعة 3:02 صباحًا في الوقت المحدد عندما وقع الزلزال.

ووضع الحاضرون اكليلا من الزهور عند "نصب الزلزال" بالمنطقة وألقوا زهور القرنفل في البحر.

ويُجمع خبراء في شؤون الزلزال، على أن منطقة مرمرة وتحديداً مدينة إسطنبول قد تكون على موعد مع زلزال كبير يتخطى حاجز 7 ريختر، دون القدرة على تحديد موعده بالضبط.

اقرأ أيضا| هل إسطنبول جاهزة للزلزال الكبير المتوقع؟ خبير تركي يجيب

وفي هذا السياق، حذر أحد الخبراء من الحاجة العاجلة لاتخاذ الاحتياطات ضد زلزال مرمرة الكبير القادم المتوقع، مقدرًا أن ما يقرب من 200 ألف شخص قد يموتون نتيجة له.

وقال محمد فاتح ألتان من جامعة إسطنبول أيدين الخاصة: "لم نقم باستعدادات كافية والوقت ينفد. الآن أسمع خطى زلزال اسطنبول".

وشدد، بحسب ما ترجم "اقتصاد تركيا والعالم" نقلا عن صحيفة "ملييت"، على أن تقنيات البناء المناسبة لم تستخدم في الوحدات السكنية التي تم بناؤها قبل عام 2000، مشيرًا إلى زيادة الكثافة السكانية ومخزون المباني في المنطقة.

وأشار إلى أن "البيوت مبنية من مواد بناء ذات نوعية رديئة، لكن الناس ما زالوا يعيشون في تلك المساكن".

وأضاف ألتان، أن أكثر من نصف سكان اسطنبول ما زالوا يعيشون في مثل هذه المباني القديمة.

وزارت صحيفة "ملييت" المباني القديمة والمهجورة في إسطنبول، والتي تقرر هدمها على أساس أنها تضررت أو أصبحت قديمة.

وتقع معظم هذه المباني في مناطق مكتظة بالسكان مثل بك أوغلي وقاضي كوي وسيشلي.

وأصبحت بعض الشقق، التي يوجد بها أماكن عمل نشطة تحتها، نقطة التقاء لمتعاطي المخدرات أو ملجأ للمشردين، على الرغم من محيطها.

وتشهد تركيا الواقعة في منطقة نشاط زلزالي كبير، هزات منتظمة، إلا أن زلزال عام 1999 الذي ضرب قلب البلاد، أثار صدمة كبيرة.

اقرأ أيضا| دراسة لبلدية اسطنبول : الزلزال القادم سيدمر 100 ألف منزل

وفي 26 أيلول/ سبتمبر الماضي، ضربت هزة أرضية بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر مدينة اسطنبول، تسببت في تدمير جزئي لعشرات المباني وأشاعت جوًا من الهلع بين سكان المدينة.

وفي مايو الماضي، نشرت بلدية إسطنبول الكبرى دراسة تتضمن سيناريو مخيفًا لأضرار الزلزال القوي المتوقع في 39 منطقة بمدينة إسطنبول.

ووفقًا للدراسة فإن مئات الآلاف من المباني ستتضرر في الزلزال المحتمل، وستظهر الحاجة إلى مأوى مؤقت بالتوازي.

وحدد الدراسة مشاكل المناطق الـ39 ومدى الأضرار والخسائر التي يمكن أن يسببها زلزال مدمر قد يكون فعالًا في جميع أنحاء اسطنبول.

وذكرت بلدية إسطنبول، وفق ما ترجم "اقتصاد تركيا والعالم"، أن هذه البيانات ستشكل أساسًا مهمًا لدراسات التنفيذ والتخطيط مثل إدارة الكوارث والتخطيط الحضري والتحسين الهيكلي ضد الزلزال والتحول الحضري.

وتقدر الدراسة إمكانية تضرر أكثر من مائة ألف مبنى، ما بين ضرر كلي ومتوسط، وستكون موزعة الأرقام على المناطق التالية: 2000 في أرناؤوط كوي، و3 آلاف في أتاشهير، و10 آلاف في باغجيلار و6 آلاف في بكر كوي، و4 آلاف و200 في بك أوغلي، و9 آلاف بيوك تشيكمجي، و2000 في تشاتالجا، و5 آلاف في إيسينلار، و15 ألف في الفاتح، و2000 في كاغد خانة، 4 آلاف في كارتال، 13 ألف في كوتشوك تشكمجة، 3 آلاف في سانجاكتيبي، 9 آلاف في سيليفري، 45 ألفًا في سلطان بيلي، 7 آلاف في توزلا، 4 آلاف مبنى في أوسكودار.

×