شاهد بالفيديو.. تركيا تُدخل على خط الخدمة مسيّرة بحرية مقاتلة
أنقرة-اقتصاد تركيا
بعد النجاح الذي حققته في مجال صناعة الطائرات المسيّرة بدون طيّار مثل "بيرقدار" و"أقينجي" وغيرها، تتجه تركيا حاليا نحو إنتاج مسيّرات بحرية مقاتلة غير مأهولة بشريا. وهذا مجال بدأ حديثا يطرق أسماع المتابعين ويثير الأسئلة حول آلية عملها، ومواصفاتها، وعوائدها الإستراتيجية على أنقرة مع تصاعد الصراعات البحرية.
وقبل يومين، شهد الأتراك والعالم مراسم الإنزال البحري للمسيّرة البحرية المقاتلة "سانجار" التي صنعتها شركتا "يونجا-أونوك" و"هافلسان" التركيتين المتخصصتين في الصناعات الدفاعية.
لحماية الحدود المائية
وفي خطابه أثناء المراسم، قال رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية الحكومية إسماعيل ديمير "نسعى لنصبح إحدى الدول الرائدة في العالم في مجال المركبات البحرية المسيّرة وذلك بالاستفادة من الخبرة والنجاح الذي اكتسبناه في مجال المركبات الجوية المسلحة المسيّرة".
وأضاف ديمير "لدينا العديد من المشاريع في مجال تطوير المركبات البحرية المسيّرة المسلحة ومشروع تطوير مركبة "سانجار" هو أحدها". مشيرا إلى أن المنظومة الجديدة ستمكّن المركبات البحرية المسيرة من العمل على شكل أسراب أو بشكل مستقل.
وتعني كلمة "سانجار" في قاموس مؤسسة اللغة التركية الشيء الذي يغوص ويصيب الهدف ويهزم العدو، كما أن الكلمة -وفقا لنفس القاموس- ترمز للسلام والأمن والشجاعة، إضافة الى أن "سانجار" هو اسم أحد سلاطين الدولة السلجوقية.
ولعبت المسيّرات الجوية الحربية بدون طيار والتي طورتها تركيا، دورا فعالا في العديد من مناطق الصراع مثل ليبيا وسوريا وأذربيجان وأوكرانيا. وتطمح تركيا لتطبيق هذا النجاح على المركبات البحرية الحربية من خلال لعبها دورا مهما في حماية الحدود المائية للبلاد، وتنفيذ العمليات البحرية المختلفة.
في حروب البحار
يقول عبد الله أغار، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة "بهجة شهير" بإسطنبول والخبير العسكري التركي الشهير "بلادنا محاطة بالبحار من 3 جهات، وتتعرض لتهديدات مستمرة من الخصوم والأعداء، فضلا عن الحروب المشتعلة في الجوار، فمن أجل مواجهة هذه التهديدات من جهة البحر، ستملأ المسيرات البحرية الفجوة وستقوم بالدفاع عن حدودنا ومصالحنا البحرية".
ويضيف الخبير التركي للجزيرة نت "على الرغم من أن رحلة تركيا في هذا المجال لا تزال في بدايتها، إلا أن أنقرة قد تصبح رائدة بهذا المضمار لحداثته النسبية عالميا، فالعالم بأسره لا يزال يخطو خطواته الأولى في تطوير وإنتاج المسيّرات البحرية المقاتلة".
ويعتقد أغار أن المركبات المسلحة بدون طيار "مهمة للغاية من حيث الأمن البشري وكفاءة الحركة وفلسفة الحروب التي أصبحت تعتمد على القدرات والإمكانيات الجوية والبرية والبحرية في آن واحد".
ولفت الخبير العسكري والأمني التركي إلى أن كل الدول في أمس الحاجة إلى مثل هذه الأسلحة من أجل الردع وتحقيق النصر في ظل السباق التكنولوجي المحموم، ومن سيفوز في السباق سيكون قد امتلك الردع، ومن يمتلك المسيرات البحرية ذاتية القيادة سيواجه خسائر أقل ثمنا من غيره في المال والأرواح.
ووفقا للصحافة التركية، فيمكن ملاحظة أن عدد الدول التي يمكنها تطوير هذا النوع من المركبات وإضافة أسلحة نووية ومنصات إطلاق صاروخي إليها، أقل من أصابع اليد الواحدة، حتى يمكن القول إن تركيا قد تكون من ناحية الفرص والإمكانات، واحدة من أفضل 3 دول في هذا المجال، بجانب الولايات المتحدة والصين.
مواصفات "سانجار"
وفقا لتقارير تركية وبيانات مؤسسة الصناعات الدفاعية، تتميز المسيرة البحرية الجديدة "سانجار" ذاتية القيادة بسرعتها التي تتجاوز 40 عقدة بمدى إبحار يصل إلى 400 ميل بحري كحد أدنى، وبإمكانها الإبحار لمدة 40 ساعة متواصلة دون الحاجة للتزود بوقود. ويبلغ طولها 12.7 مترا، وتمتاز بتصميم معياري يتيح إمكانية دمج أنظمة مختلفة بها.
وتتمتع "سنجار" بالقدرة العالية على المناورة والسرعة، وأداء واجباتها على وجه كامل حتى في أصعب الأحوال الجوية والبحرية، ونقل الصور التي تتلقاها إلى مراكز القيادة في الوقت الفعلي، ويمكنها اكتشاف العناصر السطحية وتصنيفها، والتنقل والعمل بشكل مستقل، وتجنب العوائق الثابتة والمتحركة تلقائيا، حتى في حالات فقدان الاتصال، فضلا عن قدرتها على التنقل وفقا لإحداثيات المستشعرات الموجودة فيها.
وكشفت شركة "أسيلسان" التركية، عن تزويد "سانجار" بصواريخ من نظام "روكيتسان" ونظام المدفع الرشاش الثابت "ستامب"، بهدف توفير حماية مستقلة للمركبات من القواعد البحرية وما شابه.
ويمكن لسنجار التكامل مع صواريخ "أمتاش" و"أل أمتاش" المزودة بتلسكوب ورادار ملاحة وكاميرا وأنظمة مضادة للتصادم. كما يمكن نقل هذه المسيرات البحرية عبر طائرات الشحن أو السفن العسكرية أو عبر البر.
ووفقا للخبير العسكري التركي عبد الله أغار، تستطيع المسيرة "سانجار" أداء مهام تصل إلى 4 بحار، ويمكنها تركيب مدفع رشاش (عيار 7.62 أمتار) وقاذفة قنابل يدوية بطول 40 مترا، كما تمتلك القدرة على إجراء مناورة شديدة العدوانية دون تعريض حياة المدنيين للخطر باستخدام جهاز التحكم عن بعد.
المصدر: الجزيرة نت