تجاوزت 16 مقابل الدولار.. ما هي القيمة العادلة لليرة التركية؟
إسطنبول-اقتصاد تركيا
تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي 16.5 ليرة تركية، كما سجلت قيمة العملة التركية أمام اليورو الواحد 17.7 ليرة، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية.
ومنذ مطلع أيار الماضي، بدأت قيمة الليرة التركية بالانخفاض مجددًا، بعد أن ثبت سعر صرف الدولار الأمريكي في آذار ونيسان الماضيين عند حوالي 14.5 ليرة.
وبدأت الليرة التركية بالهبوط منذ بدء "الغزو" الروسي لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، لتسجل قيمتها حينها 14.22 للدولار الواحد، وذلك بعد أن شهدت استقرارًا منذ مطلع العام الحالي عند قيمة تقارب 13.5 ليرة للدولار الواحد.
ووصلت قيمة الليرة التركية إلى مستويات غير مسبوقة نهاية عام 2021، إذ كسرت حاجز 18 ليرة للدولار الواحد، وذلك نتيجة تخفيض أسعار الفائدة 500 نقطة أساس منذ أيلول حتى كانون الأول 2021، لتصبح 14% بعد أن كانت 19%.
ما الأسباب؟
الباحث الاقتصادي والأستاذ الجامعي الدكتور مخلص الناظر، قال إن من أبرز أسباب انخفاض الليرة التركية، السياسة النقدية التي اتبعها المصرف المركزي التركي منذ مطلع العام الحالي، التي قامت على تيسير السياسة النقدية عن طريق خفض الفائدة إلى ما دون معدل التضخم الذي سجل حينها حوالي 19%، بينما يصل حاليًا إلى نحو 70%، ولهذا من الطبيعي أن تنخفض القوة الشرائية وقيمة الليرة.
وأوضح الناظر أن من أبرز العوامل المهمة التي أسهمت بخفض قيمة الليرة أيضًا، هو أن البنك الفيدرالي الأمريكي بدأ بتشديد السياسة النقدية عبر رفع الفائدة تقريبًا لقيمة 1%، وسط توقعات اقتصادية بأن يلجأ لرفعها أكثر في محاولة منه لمواجهة التضخم.
وأضاف الدكتور مخلص الناظر، أن عملات الأسواق الناشئة كالليرة التركية والجنيه المصري مثلًا تعتبر شديدة الحساسية بالنسبة لموضوع الفائدة الفيدرالية ورفعها، كونها تتحكم بكم كبير من الأموال الساخنة، التي تقوم عليها عادة الأسواق الناشئة.
كما يعتبر “الغزو” الروسي لأوكرانيا أحد العوامل التي تسهم بانخفاض قيمة الليرة التركية، وذلك نتيجة لرفعه أسعار الطاقة حول العالم من جهة، وكون تركيا تستورد أكثر من 90% من الطاقة، بالإضافة إلى حالة الانكماش في الصادرات التركية التي تصل في أغلبيتها إلى أوروبا، وفقًا للباحث.
ما مستقبل الليرة؟
بحسب الدراسات القائمة وفقًا لمعدل التضخم وعجز الميزان التجاري وسعر الفائدة الحالي، فإن القيمة العادلة لليرة التركية حوالي 16.5 للدولار الواحد، بحسب ما أوضحه الدكتور مخلص الناظر.
بينما توقع الباحث أنه في حال اخترقت قيمة الليرة حاجز 16.5، وفي حال بقاء السياسة النقدية الحالية واستمر الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بـ”عنف شديد”، من الممكن أن يكون مدى الليرة التركية من 21 إلى 24 في نهاية السنة المقبلة.
لا عوامل اقتصادية “مبشرة”
لا يرى الباحث والدكتور مخلص الناظر وجود عوامل اقتصادية حقيقية تدفع الليرة التركية لتحسن قيمتها، موضحًا أنه على العكس من ذلك، فإن مجمل العوامل ضدها حاليًا سواء التضخم أو عجز الميزان التجاري أو الوضع الاقتصادي العالمي بشكل عام، بالإضافة إلى سياسات المصرف المركزي التركي والتدخل السياسي فيها.
وأضاف الناظر أن الحالة الوحيدة التي من الممكن أن تكبح انخفاض الليرة التركية، لا أن تحسن قيمتها، هي تحرك البنك المركزي التركي ورفعه الفائدة بحدود 16 نقطة وهو رقم كبير ممكن أن تصل قيمة الفائدة فيه لنحو 30%.
وفي هذه الحالة، من الممكن أن يكبح التضخم لكنه لا يتوقف، وبالتالي يمكن لقيمة الليرة أن تتحسن بالتدريج لنحو 13.5 إلى 14 ليرة مقابل الدولار الواحد.
المصدر: عنب بلدي