تركيا تزيل ملفات الجنسية لعدد من السوريين.. ماذا تقول مديرية النفوس؟
إسطنبول-اقتصاد تركيا
تداول ناشطون سوريون، يوم الخميس معلومات حول إزالة مديرية إدارة النفوس والمواطنة التركية، ملفاتهم من مراحل التجنيس.
فيما تناقلت صفحات ومجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعية هذه الأخبار، وسط غياب إعلان رسمي من السلطات التركية.
وذكرت صحيفة "عنب بلدي" التي أوردت النبأ أنها تواصلت مع سوريين للسؤال حول إزالة ملفاتهم والاستفسار عن تفاصيل الموضوع.
ونقلت عن جودي لاجئة سورية (28 عامًا)، قولها عبر مكالمة هاتفية، إن ملفها أُزيل اليوم دون معرفة السبب.
جودي تقيم في اسطنبول، وهي أخصائية تقويم أسنان اختصت في إحدى الجامعات التركية، ذكرت أنها كانت في المرحلة الرابعة “Devam” منذ نحو سنتين.
أما طالب (55 عامًا) وهو لاجئ سوري، يقيم في ملاطيا، ذكر لعنب بلدي عبر مكالمة هاتفية، أنه تقدم مع عائلته بطلب للتجنيس، ليفاجأ اليوم بإزالة ملفه.
وأوضح طالب (رفض مشاركة اسمه الكامل)، أنه كان في المرحلة الرابعة منذ نحو سنة، في حين أن معارفه الذين تقدموا بطلب التجنيس تمت الموافقة على طلباتهم في نهاية عام 2021.
وقال طالب، “راجعت مديرية النفوس لأكثر من مرة بعد ملاحظتي توقف الملف في المرحلة الرابعة لفترة طويلة، بينما أصدقائي انتقلوا إلى المرحلة الخامسة، وحصلوا على الجنسية فيما بعدها، لأحصل على جواب يفيد بعدم وجود أي مشكلة في ملفي”.
“بعد انتهاء عام 2021، راجعت النفوس مرة أخرى لأعرف ما سبب توقف ملفي في هذه المرحلة”، واصفًا هذه الفترة بالثقيلة والصعبة بسبب التوتر المترافق مع الانتظار.
وتابع “قال لي موظف النفوس أن سبب توقفي في هذه المرحلة هو بلوغ ابني عمر الـ18، ويجب علي إرفاق بعض الأوراق الإضافية على ملفه في هذه الحالة”.
“ذهبت على الفور لاستخراج إجراء القيد وإضافته على ملفه، لأفاجأ اليوم بإزالة ملفي وعائلتي ماعدا ملف ابني”، أكمل مستاءً ومتعجبًا من قرار الإزالة والإبقاء على ملف ابنه.
ولفت طالب لمراجعة ولده للوالي، لإجراء المقابلة، “الآن جاء ابني من مقابلته مع الوالي، أنا لا أستطيع فهم الآلية المتبعة، كيف يزال ملفي، وأنا أرفقت كل الأوراق المطلوبة، في حين أن من تقدم معي في نفس الفترة الزمنية حصل على الجنسية”.
وأضاف طالب أنه سيراجع مديرية النفوس للحصول على معلومات حول أسباب إزالة ملفه.
هل تُسحب الجنسية التركية من حامليها في حال تغيير نظام الحكم؟
ماذا تقول مديرية النفوس؟
لم يصد توضيح من مديرية إدارة النفوس والمواطنة، حول أسباب الإزالة حتى إعداد هذا التقرير.
وتواصلت "عنب بلدي" مع مديرية النفوس، عبر مكالمة هاتفية للسؤال عن صحة المعلومات المتداولة وعن أسباب هذه الإزالة.
وقالت موظفة في المديرية إنه “ليس من الممكن مشاركة معلومات مجموعة من الناس بشكل جماعي. الأمر يختلف من شخص لآخر”، مضيفة أنه لم يردها أي قرار واضح بشأن موضوع الإزالة.
وأضافت أنه في حال اتصال الشخص المتقدم بطلب للتجنيس، فإن المديرية تتحقق من طلبه وتعلمه بالمرحلة التي وصل إليها فقط.
وأشارت إلى أن المديرية ليست لديها المعلومات حول أسباب الإزالة أو الرفض، ونوهت إلى ضرورة توجه المتقدم إلى المقام (الجهة) الذي تقدم بطلب التجنيس عن طريقه للحصول على معلومات حول أسباب الإزالة.
وقال وزير الداخلية التركية، سليمان صويلو إن عدد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا تحت “الحماية المؤقتة”، بلغ نحو ثلاثة ملايين و762 ألفًا، مشيرًا إلى وجود قيود 120 ألف لاجئ غير مفعلة، خارج هذه الأرقام.
وأشار صويلو إلى عدم ازدياد عدد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا منذ عام 2017، رغم ولادة 700 ألف طفل.
ويوجد نحو مليون و305 آلاف أجنبي في ولاية اسطنبول، منهم نحو 500 ألف سوري من حاملي بطاقة “الحماية المؤقتة”.
ووصل عدد السوريين اللاجئين من تركيا إلى أوروبا في السنوات الخمس الأخيرة إلى نحو مليون ونصف مليون، فيما عاد 500 ألف سوري إلى بلادهم “عودة طوعية”، بحسب تصريحات صويلو.
المصدر: عنب بلدي