MEE: القوات الروسية عاجزة عن مواجهة طائرات بيرقدار التركية في أوكرانيا

ترجمة اقتصاد تركيا

قال الموقع الإخباري ميدل إيست إي (بالإنجليزية: Middle East Eye)‏ الذي يتخذ من لندن مقرا له، إن القوات الروسية في أوكرانيا عاجزة حتى اللحظة عن مواجهة طائرات "بيرقدار تي بي 2" التركية والتي يستخدمها الجيش الأوكراني في القتال الدائر حاليا.

واشتهرت الطائرات التركية القتالية من طراز "بيرقدار تي بي 2" في السنوات الأخيرة، ويبدو أنها تلعب أدوارًا حاسمة في العديد من النزاعات. لكن العديد من الخبراء تساءلوا عن مدى فعالية هذا السلاح الجوي في مواجهة قوة عسكرية جادة.

أشارت لقطات نشرها الجيش الأوكراني خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أن "بيرقدار تي بي 2" عملت بفعالية ضد قوات موسكو، ودمرت أعمدة عسكرية روسية طويلة في خيرسون، بالقرب من كييف. وبحسب ما ورد خسر الروس عشرات الأرواح والمعدات في ضربات "بيرقدار تي بي 2".

وتتمتع "بيرقدار تي بي 2" بسجل حافل بالنجاح ضد العديد من الخصوم في النزاعات في ليبيا وسوريا وناغورنو كاراباخ، ومع ذلك لم تواجه جيشًا يتمتع بقدرات حرب إلكترونية متطورة وأنظمة دفاع جوي متطورة.

قبل هجوم روسيا، اعتقد المسؤولون الأتراك أن الطائرات بدون طيار يمكن أن تكون فعالة ضد الجيش الروسي. وأشاروا إلى سجل "بيرقدار تي بي 2" في تدمير العديد من الأسلحة الروسية الصنع في سوريا وناغورنو كاراباخ وليبيا -على وجه الخصوص، نظام الدفاع الجوي بانتسير، الذي أصبح موضع سخرية بسبب فشله في إسقاط الطائرات بدون طيار التركية.

ويربط أوكرانيا وتركيا تعاونًا وثيقًا في صناعة الدفاع، وهي علاقة ازدهرت في السنوات الأخيرة. وكان منتج "بيرقدار تي بي 2"، شركة بايكار، الذي يربطه علاقات وثيقة بعائلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يبني مصنعًا في أوكرانيا قبل الحرب.

وتنتج الشركات الأوكرانية أيضًا محركات "بيرقدار تي بي 2"، وقد باعت تركيا أكثر من 20 طائرة إلى كييف على مدار عامين. ويعتقد بعض الخبراء أن عدد "بيرقدار تي بي 2 في الترسانة الأوكرانية قد يكون أعلى من ذلك.

ونقل "ميدل إيست إي" عن العديد من المراقبين تأكيدهم أن الهجوم الروسي لا يسير كما هو مخطط له، وكان من الحماقة أن ترسل موسكو القوات دون القضاء أولاً على القوات الجوية الأوكرانية، بما في ذلك طائراتها بدون طيار.

ومع ذلك، يمكن أن يعود "فشل" روسيا في التخلص من "بيرقدار تي بي 2" إلى عدة أسباب. أولاً، ليس لديها تفوق جوي على كل المجال الجوي لأوكرانيا.

وقال كان قصاب أوغلو، مدير الدفاع في مركز أبحاث EDAM ومقره إسطنبول، لموقع "ميدل إيست إي": "تتمتع قوات الفضاء الجوية الروسية بتفوق جوي محلي على مسارح معينة، لكنها ليست تفوقًا جويًا حقيقيًا على المجال الجوي الأوكراني بأكمله".

إلى جانب ذلك، قصف الجيش الروسي عددًا كبيرًا من القواعد الجوية الأوكرانية، لكن بعضها لا يزال لديه مدارج ومرافق تشغيلية. تتعرض العمليات المأهولة وغير المأهولة في أوكرانيا للهجوم، لكن لم يتم تعطيلها بالكامل".

اقرأ أيضا| مسؤولون: طائرات مسيرة تركية تضرب القوات الروسية (فيديو)

ويقول روبرت لي، زميل بارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إن روسيا كانت لديها القدرة على تدمير "بيرقدار تي بي 2" على الأرض وفي المطارات في بداية الحرب، لكنها فشلت في القيام بذلك لسبب ما.

وأضاف: "لا يبدو أن دفاعاتهم الجوية التي رافقت القوات البرية للقتال كانت مستعدة لمواجهة "بيرقدار تي بي 2". ليس من الواضح تمامًا سبب ذلك".

وتشير اللقطات التي نشرها الجيش الأوكراني إلى أن "بيرقدار تي بي 2 لم تتعرض للتهديد من قبل أي أنظمة دفاع جوي. وتشير الأدلة حتى الآن إلى أن معظم الطلعات الجوية يتم تنفيذها بسهولة.

وحتى الآن، لا يوجد سوى تأكيد مفتوح المصدر لإسقاط "بيرقدار تي بي 2"، على الرغم من أن وزارة الدفاع الروسية زعمت أنها أسقطت ثلاثة منها خلال عطلة نهاية الأسبوع.

يقول قصاب أوغلو إن أحد مقاطع الفيديو التي يتم تداولها عبر الإنترنت يُظهر"بيرقدار تي بي 2" تدمر "بوك"، وهو نظام دفاع جوي روسي متحرك.

وقال لموقع "ميدل إيست إي": "تشير الدروس المستفادة من سوريا وليبيا وكاراباخ بالفعل إلى الفعالية القتالية للطائرات التركية بدون طيار ضد أسلحة الدفاع الجوي السوفيتية الروسية المتنقلة مرارًا وتكرارًا، لا سيما عندما تفتقر إلى قدرة الاستشعار المتصلة بالشبكة".

وأضاف: "يبقى أن نرى، مع ذلك ، ما إذا كانت عمليات القتل الناجحة الأخرى ستتبع، وسيتحول ضراب بوك إلى نمط في مسار الحرب".

ويشير إلى أن حادثة أخرى تتعلق بتدمير قافلة تابعة للمقاتلين الشيشان المتحالفين مع روسيا بالقرب من كييف كانت أكثر أهمية، لأن هذه القوات هي وحدات ذات خبرة عالية معروفة بوحشيتها، "مما قد يغير الوضع التكتيكي هناك".

وقال مصدر تركي لموقع "ميدل إيست إي" إن الأوكرانيين يستخدمون ما يسميه تكتيكات "الكر والفر" للتغلب على القوات الروسية. وقال المصدر إن ضعف الرؤية وإمكانية الكشف عن "بيرقدار تي بي 2" بسبب قيم المقطع العرضي للرادار المنخفض تساعدهم بشكل كبير في مواجهة أنظمة الدفاع الروسية.

وقال المصدر: "تشير المعلومات مفتوحة المصدر أيضًا إلى أن الروس لم يجلبوا أي قدرات حرب إلكترونية مع قوافلهم التي تتوغل في عمق الأراضي الأوكرانية".

ووافق كساب أوغلو على أن "بايرقدار" تبدو وكأنها تفلت من الأنظمة الروسية.

وقال: "يبدو أن مجمعات ارتباط البيانات للطائرات بدون طيار التركية لا تزال تحت ظروف التشويش الكهرومغناطيسي لأنظمة الحرب الإلكترونية الروسية الرئيسية مثل Krasukha-4، والتي تم تحسينها للتشويش على أنظمة الطائرات المأهولة".

وفي حرب كاراباخ، كانت الطائرات بدون طيار أسلحة حاسمة. بينما شكك آخرون في فعالية أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية ضد "بيرقدار تي بي 2" قبل اندلاع حرب أوكرانيا.