أردوغان يعلن عن نيته زيارة السعودية في فبراير المقبل (فيديو)
إسطنبول – اقتصاد تركيا
أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عن زيارة سيقوم بها للملكة العربية السعودية في شهر فبراير المقبل، وهي الأولى من نوعها بعد سنوات من القطيعة.
وتداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأردوغان وهو يتبادل الحديث مع كبار المصدرين الذين التقاهم بأحد فنادق إسطنبول، الاثنين، للإعلان عن وصول الصادرات التركية خلال عام 2021 إلى 225 مليار دولار وهو أعلى رقم تصل إليه في تاريخ الجمهورية.
ووجهت ما ظهر أنها سيدة أعمال تركية سؤالاً إلى الرئيس التركي بالقول “سيادة الرئيس، لدي رجاء خاص، أنتظر منكم المساعدة في حل مشكلة التصدير إلى المملكة العربية السعودية، ليرد عليها أردوغان بالقول إنه سوف يزور المملكة الشهر المقبل وسيعمل على حل هذه المشكلات".
ولم يكشف الرئيس التركي عن مزيد من التفاصيل حول الزيارة ولكنه ذكر بأنها ستكون في شهر فبراير/شباط المقبل، وهو الشهر الذي من المقرر أن يزور فيه الإمارات العربية المتحدة، حيث جرى تحديد موعد الزيارة عقب زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى أنقرة في إطار خطوات إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
والأحد، عبر اقتصاديون ومغردون أتراك عن غضبهم بعدما كشفت بيانات هيئة الإحصاء التركية عن أن الصادرات التركية إلى السعودية انخفضت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، فبعدما وصلت إلى 3.2 مليار عام 2019، انخفضت إلى 189 مليون دولار فقط عام 2021، في المقابل حققت الصادرات السعودية لتركيا رقماً تاريخياً بوصولها إلى أكثر من 3 مليارات دولار وذلك على الرغم من استمرار حملة المقاطعة للمنتجات التركية في السعودية.
حيث طالب أتراك بفرض حظر على منتجات السعودية في حال لم ترفع المملكة الحظر غير الرسمي على المنتجات التركية.
والشهر الماضي، جرى تداول تكهنات مختلفة حول إمكانية حصول لقاء بين أردوغان وولي عهد السعودية محمد بن سلمان على هامش زيارة الزعيمين إلى العاصمة القطرية الدوحة، لكن اللقاء لم يجر، حيث تحدثت مصادر تركية خاصة لـ”القدس العربي” آنذاك أن تحضيرات متواصلة لعقد لقاء بين أردوغان وبن سلمان خلال “المرحلة المقبلة” لكنها لم تنضج لكي يجري اللقاء في الدوحة “آنذاك”.
وعلى الرغم من أن مساعي تطبيع العلاقات بدأت بقوة أكبر وفي وقت أبكر مع السعودية، إلا أن المساعي مع الإمارات حققت اختراقاً أسرع، في حين ما زالت المساعي مع السعودية لم تحقق تقدماً واضحاً على الرغم من اللقاءات والتصريحات الإيجابية المتتابعة.
والشهر الماضي، أكد أردوغان قرب تحقيق تقدم في مسار تحسين العلاقات بين أنقرة والرياض، كما جرى اتصال هاتفي بين نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم كيران ونظيره نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي الذي شغل سابقاً لسنوات منصب السفير السعودي في أنقرة لا سيما الفترة التي جرى فيها تنفيذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وهي العقبة الأكبر في مسار علاقات البلدين، ويتوقع أن يلعب دوراً محورياً في مسار تحسين العلاقات مع تركيا.
وفي لقاء على التلفزيون التركي، أكد أردوغان حرص بلاده على الارتقاء بالعلاقات مع كل من السعودية ومصر، وقال: “سنعمل على الارتقاء بالعلاقات مع السعودية إلى مكانة أفضل”، لافتاً إلى أن أنقرة عازمة على تحسين علاقاتها مع كافة دول الخليج، وأضاف: “هناك إمكانيات جدية للغاية للتعاون بيننا وبين دول الخليج، فاقتصاداتنا متكاملة، وآمل أن نرى مشاريع تعاون جديدة تقوم على المنفعة المتبادلة كفرص للاستثمارات المشتركة”.
وكان أردوغان والملك سلمان اتفقا عقب اتصال هاتفي مايو/أيار الماضي على “إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين البلدين”، قبل أن يزور وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو الرياض في أرفع زيارة بين البلدين منذ 4 سنوات، كما جرت مباحثات على مستوى وزيري تجارة البلدين في محاولة لحل الخلافات التجارية بين البلدين لا سيما عقب اتهام أنقرة السلطات السعودية بالتضييق على عبور المنتجات التركية للأراضي السعودية حيث انخفض التبادل التجاري بين البلدين لأدنى مستوياته.
وبداية الشهر الماضي، التقى فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي وزير التجارة السعودي ماجد بن عبد الله القصبي، في مدينة إسطنبول على هامش مشاركة الأخير في قمة للمنتجات الحلال في إطار منظمة التعاون الإسلامي، وأوضحت وكالة الأناضول أن أقطاي والقصبي بحثا العلاقات الثنائية بين تركيا والسعودية لا سيما العلاقات التجارية.
ويعتبر ملف قتل خاشقجي في إسطنبول من قبل مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أبرز ملفات الخلاف بين البلدين، حيث يطالب بن سلمان بإغلاق ملف القضية والتوقف عن المطالبات التركية بمحاكمة “رأس الهرم السياسي الذي أعطى الأوامر لتنفيذ الجريمة”.
وإلى وقت قريب كانت أنقرة تتمسك بمطلبها بضرورة إجراء محاكمة عادلة للمشاركين في الجريمة، لكن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عبر مؤخراً عن ترحيبه بالمحاكمة التي أجرتها السعودية للمتهمين بقتل خاشقجي في إسطنبول، وهو موقف يخالف كافة المواقف التركية السابقة التي شككت في نزاهة وقانونية المحاكمة السعودية واعتبر بمثابة تغير في الموقف التركي على طريق مساعي إنهاء الخلافات بين البلدين.
ومع التقدم الحاصل في مسار العلاقات التركية مع الإمارات، والتقدم المتوقع مع مصر، يتوقع أن يشهد مسار العلاقات مع السعودية تقدماً أسرع في الأسابيع والأشهر المقبلة، لا سيما مع انفتاح أنقرة على مبدأ تجاوز الخلافات والبناء على نقاط الاتفاق وفتح صفحة جديدة مع دول المنطقة بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص، إلى جانب مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل وأرمينيا ودول أخرى بالمنطقة.
المصدر : القدس العربي