"كورونا" يعيد رائحة حلويات العيد إلى البيوت التونسية
رائحة حلويات زكية تفوح من منازل التونسيين قبيل حلول عيد الفطر المبارك، لصناعة أجواء من البهجة، وسط ظروف استثنائية فرضها الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا.
بحلويات العيد المنزلية، استعاض التونسيون عن شراء الحلوى من المحلات والأسواق، مخافة انتشار العدوى، لتستبدل ربة المنزل طعم الخوف، بنكهات محببة من الكعك والحلى.
ورغم الظروف التي فرضها فيروس كورونا على عيد الفطر لعام 1441 هجري، فإن الحفاظ على روح المناسبة الدّينية، كان أمراً أساسياً، إذ لا يكاد يخلو بيت تونسي مما لذ وطاب من حلويات العيد كل حسب رغبته وحسب قدراته المادية.
ومساء الجمعة، أعلنت 18 دولة عربية بينها تونس، أن السبت متمم لشهر رمضان، والأحد أول أيام عيد الفطر، فيما قررت ثلاث دول تحري الهلال مساء السبت.
عادات تتغير
وكانت أغلب الأسر في تونس ولسنوات عديدة، تلجأ إلى اقتناء ما يلزمها من الحلويات من المحلات والأسواق، أما اليوم فإن أغلب العائلات اختارت صنع الحلويات بمفردها مخافة انتشار العدوى.
ولربما ساهم الحجر الصحي في المنازل هذا العام، في استرجاع عادة صناعة حلوى العيد في المنازل، بعد أن تلاشت هذه العادة وسط زحمة الحياة ومتطلباتها.
** حلويات منزلية
وفي هذا الصدد، التقت كاميرا الأناضول، "الخالة فتحية" في بيتها بالعاصمة تونس، وهي تستعد لإعداد كعك العيد.
وتقول الخالة فتحية (57 عاماً): "في السابق، كانت أخواتي يأتين إلى بيتي، ويحضرن ما أطلبه منهن من مكونات لإعداد المقروض والبسكويت وكعك العيد".
وأضافت: "كنا نجتمع على مائدة واحدة في إحدى سهرات الأيام الأخيرة من رمضان، لنصنع الحلوى وسط أجواء من البهجة والمزاح وفرحة الأطفال وتبادل النكت".
وتستدرك قائلة: "أما هذا العام فالخوف من فيروس كورونا وعدواها، جعل الجميع يلزم بمنزله، تبعا للتدابير الوقائية التي نصحت بها السلطات".
وتتابع: "في السنوات الماضية أصبح أغلب أفراد العائلة يقبلون أكثر على شراء الحلويات الجاهزة بدل إعدادها في البيت، فالأطفال تغريهم أشكالها وزينتها وأصنافها التي لا تحصى ولا تعد".
وتضيف أن "كورونا" حرمها أيضا من رؤية ابنتها المقيمة بعيدا عندها منذ 5 أشهر.
ويدعو أخصائيو التغذية في تونس العائلات إلى صنع حلويات العيد في المنزل بما يمكنهم الوقاية من عدوى فيروس كورونا من جهة والتحكم في كميات السكر الموجودة بهذه الأغذية من جهة اخرى.
وقد تكون الظروف التي سببها فيروس كورونا، سببا في تغيّر مظاهر العيد التي اعتاد عليها التونسيون إلا أنها سمحت لهم بفرصة العودة إلى عادات وتقاليد دأب عليها الأجداد وكادت تندثر مع الزمن.
المصدر: الأناضول