انتقادات شديدة لإدارة البلدية برئاسة إمام أوغلو
خبراء يحذّرون من شلل حركة المرور في إسطنبول خلال الشتاء
ترجمة اقتصاد تركيا
قد تكون "المحنة" أقل ما يمكن عند وصف حركة المرور في إسطنبول، أكبر مدينة تركية. فالمدينة التي يقطنها نحو 16 مليون نسمة ليست غريبة عن الاختناقات المرورية الطويلة، إذ أنها تعتبر من بين المدن الأسوأ في العالم بهذا الجانب.
ومع ذلك، يحذر خبراء من أن الوضع قد ازداد سوءًا منذ رفع القيود المتعلقة بوباء فيروس كورونا. فالازدحام المروري، الذي كان في يوم من الأيام يقتصر على ساعات الذروة الصباحية والمسائية، يمتد الآن على مدار اليوم تقريبًا.
ونقلت صحيفة "ديلي صباح" عن الخبراء تحذيرهم من أن حركة المرور، التي تزداد سوءًا في ظل الأحوال الجوية السيئة، قد تتوقف تمامًا هذا الشتاء إذا لم يتم اتخاذ تدابير لتقليل عدد المركبات وإنشاء نظام أفضل لإدارة حركة المرور.
ويوجه قطاع من الأتراك انتقادات لبلدية إسطنبول الكبرى بسبب "سوء إدارة الموقف"، حيث يلقون اللوم عليها في تباطؤ حركة المرور، إلى جانب تفضيل الركاب القيادة بمفردهم بسيارات خاصة أو مستأجرة لتجنب النقل الجماعي المزدحم.
كما أن عدم استخدام وسائل النقل الجماعي، التي تعاني من مشاكل مثل تأخر الحافلات عن موعدها أو تعطلها، ليس حلاً أيضًا، حيث يتم إطالة أوقات السفر للمركبات الخاصة أيضًا.
كان حل مشكلة المرور في إسطنبول أحد تعهدات الحملة الانتخابية لرئيس البلدية المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو.
ويقول عبد الله أوزدمير وهو عضو في مجلس بلدية إسطنبول: "بعد عامين (من تولي إمام أوغلو رئاسة بلدية إسطنبول) لا تزال الاختناقات المرورية تمثل صراعًا يوميًا لملايين سكان إسطنبول".
ويضيف أوزدمير، من حزب العدالة والتنمية الحاكم: "لسوء الحظ، لا تنظر الإدارة الحالية إلى حركة المرور على أنها مشكلة ولا تهتم بما يعانيه الناس. المدينة بحاجة إلى استثمارات جديدة".
ولفت الانتباه إلى أن إمام أوغلو ورث بلدية يديرها حزب العدالة والتنمية، والتي "رفعت طول خطوط المترو إلى 330 كيلومترًا (205 ميلاً) من 45 كيلومترًا فقط".
في حين أن الإدارة الجديدة شيدت فقط 12 كيلومترًا في عامين ونصف، كما يضيف أوزدمير.
وأعرب عن أسفه قائلاً: "عشرة مشاريع مترو بدأتها الإدارة السابقة، تتقدم بخطى بطيئة للغاية".
ويربط أوزدمير مشكلة المرور المتفاقمة بهذا التباطؤ في بناء خط المترو. وقال إن إدارة إمام أوغلو فصلت مسؤولي النقل المخضرمين وقدمت أسماء عديمي الخبرة.
ويقول: "كان قسم النقل في البلدية في يوم من الأيام موطنًا للموظفين ذوي الخبرة مثل وزير النقل الحالي لدينا عادل كارا إسماعيل أوغلو"، لافت الانتباه إلى أن الرئيس الحالي للمواصلات في البلدية هو شخص مستأجر من (مدينة إزمير الغربية).
ويتساءل: "كيف يمكن لشخص من إزمير أن يدرك مشكلة المرور في اسطنبول؟ كما أن الأسماء الجديدة الأخرى ليست مؤهلة بشكل جيد هي الأخرى".
ويبين أوزدمير أن الإدارة العامة لكهرباء إسطنبول وخط الترام والأنفاق (IETT)، التي تشرف على النقل الجماعي في المدينة، هي مصدر "مشكلة خطيرة".
ويقول: "نرى طوابير طويلة في محطات النقل الجماعي. هناك مشاكل في مواعيد الحافلات ونرى المزيد والمزيد من الشكاوى حول الحافلات التي تعاني من خلل. ستكون الطوابير عند المحطات أسوأ في الشتاء وربما تشكل خطرًا على الصحة العامة".
كما سلط الضوء على المشاكل المتعلقة بصيانة الحافلات.
وبين بهذا السياق أنه "يتم ترسية جميع مناقصات صيانة حافلات IETT على شركة واحدة لم يكن لديها خبرة سابقة في العمل مع بلدية إسطنبول الكبرى"، في حين استبعدت الإدارة الحالية شركة مثل مرسيدس (مورد بعض الحافلات) من المناقصات، بدعوى أنها لم تكن من ذوي الخبرة في الصيانة.
ويقول البروفيسور مصطفى إيليجالي، خبير النقل البارز ، الذي يعمل كمركز للتطبيق والبحث لأنظمة النقل في جامعة إسطنبول التجارية، إنه كان يحذر من تدهور حركة المرور على مدار العامين الماضيين وإن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
ويقول: "عندما بدأ الوباء في تركيا، علمت أنه ستكون هناك فوضى بمجرد رفع (القيود)". وأشار إلى أن عدد مستخدمي النقل الجماعي اليومي، والذي كان 7.5 مليون قبل الجائحة ، بلغ 6 ملايين.
ويضيف: "هناك نسبة 10٪ من مستخدمي النقل الجماعي الذين يتجنبون النقل الجماعي بسبب الوباء وأضيف أكثر من 400000 شخص إلى حركة المرور. الطرق غير كافية لاستيعاب حركة المرور وهي تدار بشكل سيئ. نحن بحاجة إلى حلول طارئة".
ويقول: "على المدى القصير، علينا زيادة عدد مركبات النقل الجماعي وسلامتها. علينا تعزيز النقل الجماعي".
ويقترح إيليجالي أيضًا تخصيص ممر جديد على الطرق لمركبات النقل الجماعي وسيارات الأجرة.
وشدد على أن "هذه ممارسة مقبولة عالمياً".
ويطرح تصورا يتضمن تغييرًا في إشارات المرور، والتي يجب أن تستند جداولها المتغيرة إلى "معدل حركة المرور الواردة بدلاً من الوقت الثابت".
ويقول إيليجالي إن على اسطنبول أيضًا الاستفادة بشكل أكبر من النقل البحري لتقليل حركة المرور البرية.
وتشمل مقترحاته الأخرى تغيير نوبات العمل لتقليل عدد الركاب في حركة المرور في نفس الوقت.
وقال: "بدونها، أشعر بالقلق من أن حركة المرور لن تتحرك على الإطلاق بمجرد حلول فصل الشتاء".