أردوغان يعلن افتتاح مسجد تقسيم الجمعة
أنقرة – اقتصاد تركيا والعالم
أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عن نيته المشاركة في افتتاح مسجد تقسيم وسط اسطنبول يوم غد مع صلاة الجمعة.
وكان من المقرر افتتاح المسجد في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، لكنه جرى تأجيله بسبب ظروف وباء كورونا وفرض الإغلاق الشامل في البلاد.
وبافتتاح المسجد يكون حلم الرئيس أردوغان الذي يبلغ عمره 27 عاماً قد تحقق،
حيث يرى أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم والعديد من أتباع الأحزاب المحافظة والجماعات الدينية في تركيا أن بناء المسجد في تقسيم يعتبر بمثابة “انتصار” يحمل رمزية كبيرة، فيما ينظر كثيرون لنجاح أردوغان في بناء المسجد رغم التحديات الضخمة التي واجهته في هذا المشروع على أنه “تعبير عن حجم الإرادة السياسية التي يتمتع بها أردوغان، وإيمانه بمشروعه السياسي، ونجاح أسلوبه في تمرير جميع ما يريده من خلال التدرج”.
وصُمِّم المسجد على مساحة تقارب 1500 متر مربع، ويتسع لنحو 950 شخصاً، ويضم قاعةً للمؤتمرات ومكتبة، فيما صممت المآذن على ارتفاع 30 متراً وهو الارتفاع المساوي لارتفاع كنيسة تاريخية مجاورة، وطوال السنوات الماضية حرص أردوغان على زيارة المسجد وتفقد أعمال البناء مراراً لإظهار مدى اهتمامه بالمشروع الذي يوصف في تركيا على أنه كان “حلماً كبيراً تحول إلى حقيقة”.
ويعتبر بناء مسجد تقسيم أبرز خطوات أردوغان في هذا الاتجاه بعد الخطوة الكبرى التي أقدم عليها العام الماضي بإعادة فتح مسجد آيا صوفيا للعبادة بعد عقود من تحويله إلى متحف، وبناء مؤخراً مسجد “تشامليجيا الكبير” على أعلى مرتفع على الجانب الآسيوي المطل على مضيق البوسفور، وهو المسجد الأكبر في البلاد الذي يتسع لعشرات آلاف المصلين ويمكن رؤيته من معظم أحياء المدينة التي تتميز بمساجدها وتعتبر من أكثر مدن العالم التي تضم مساجد في بلد يوجد به قرابة 85 ألف مسجد.
وإلى جانب الجدل السياسي والقضائي، تحول الموضوع طوال السنوات الماضية إلى مادة للجدل على المستوى الشعبي ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين لبناء المسجد، حيث يقول المؤيدون إن المنطقة السياحية الهامة لا يوجد بها أماكن عبادة كافية للمسلمين، ويضطر الكثير من المواطنين والسياح لأداء الصلوات لا سيما صلاة الجمعة في أزقة المنطقة السياحية.
في المقابل، يرى المعارضون أن مشروع المسجد هو محاولة لإضفاء صبغة دينية أكبر على إسطنبول وميدانها المركزي، إلى جانب إضعاف مكانة نصب أتاتورك التذكاري الأبرز في الميدان وضمن خطة متكاملة يهدف من خلالها أردوغان إلى نزع مكانة أتاتورك من الشعب التركي، بحسبهم.
ويجمع مؤيدون ومعارضون على أن مسجد تقسيم يعتبر مثالاً كبيراً لسياسة أردوغان التي ترتكز على تمرير ما يريد تدريجياً وتجنب الصدام مع الإرث السياسي والاجتماعي الصعب في البلاد، حيث استطاع الرئيس التركي أن يغير شكل البلاد تدريجياً بدءاً من بلدية إسطنبول عام 1994 وصولاً لتولي حكم البلاد عام 2003 وصولاً للنظام الرئاسي عام 2018، فيما يواصل مساعيه لتحقيق ما أطلق عليها “رؤية 2023”.