أثناء انتظاره الزبائن.. مزارع تركي يتمكن من قراءة ألف كتاب
تمكن الفلاح التركي "عبد القادر أوز جلبي"، الذي يمتلك كشكًا لبيع الفاكهة من قراءة ألف كتاب خلال الفترة التي يقضيها في انتظار الزبائن.
عبد القادر أوز جلبي (53 عامًا)، الذي أنهى خلال 5-6 سنوات، قراءة حوالي ألف كتاب، في الفترة التي كان يقضيها بانتظار الزبائن، يحظى باهتمام وتقدير محيطه الاجتماعي.
يملك أوز جلبي، كشكًا صغيرًا في قضاء "سلطان داغي" (بولاية قونية)، على الطريق السريع الواصل بين مدينة قونية وأفيون قره حصار (وسط)، يبيع فيه الفواكه المزروعة في حديقته للمسافرين.
يقضي أوز جلبي، الذي اضطر لمغادرة المدرسة في المرحلة الإعدادية لرعاية عائلته من خلال العمل بالزراعة، معظم يومه بقراءة الكتب، التي أكسبته قدرة مميزة على إقامة علاقات خاصة مع الزبائن.
وقال أوز جلبي، إنه غرس حب القراءة في أطفاله ووفر جميع الإمكانات اللازمة لدعم ابنته في دراسة الأوبرا بالمعهد الموسيقي، مشددًا أن قراءة الكتب تفتح آفاقًا جديدة أمام الناس وتمكنهم من فهم العالم.
وأضاف أنه يواظب على قراءة الكتب منذ 5 أو 6 سنوات، لأن القراءة تجعله يستمتع بوقته ويتعلم أشياءً مفيدة.
وتابع لمراسل الأناضول: "قرأت حتى الآن حوالي ألف كتاب، وتعلمت أشياء كثيرة، كما قرأت العديد من المؤلفات لمختلف التيارات السياسية اليسارية واليمينية دون أي تمييز".
وأضاف أوز جلبي أنه كان يقرأ في الكثير من الأوقات لفهم آراء مختلف التيارات السياسية حيال القضايا المختلفة. وقال: كنت أقرا لأفهم ماذا يقول الكاتب. هل هو على حق أم موجه أم منحاز؟.
وتابع القول " بالتأكيد القراءة تضيف الكثير للناس، تزيد من خبراتهم وتعلمهم أشياء جديدة، وكلما أكثر الإنسان من القراءة زاد تواضعه وإدراكه لنواقصه".
كما أشار أوز جلبي أن القراءة تطهر الذات من الأفكار السيئة، فضلًا عن أن الكتاب يعتبر خير جليس للإنسان، حيث يبعد المرء عن التفكير بصغائر الأمور ويوسع المدارك.
وأعرب عن تلقيه ردود فعل إيجابية من زبائنه، قائلا: الكثير منهم يبدون الاهتمام بالكتب التي أقرؤها ويسألونني عن محتواها والمواضيع التي تتناولها.
وأوضح أن بعض الزبائن يقدمون له بعض الكتب كهدية، لإظهار اهتمامهم وتشجيعهم لهذه الهواية.
وتابع القول" في أحد المرات كنت أقرأ تفسيرًا لمعاني القرآن الكريم باللغة التركية، للعالم حمدي يازير ألمه لي، عندما أتى أحد الزبائن وسألني عن مضمون ما أقرأ. وبعد أن علم، أبدى إعجابه وتوجه إلى سيارته وأحضر مجموعة من الكتب وقدمها لي كهدية".
واستطرد ": هذه اللفتة وغيرها من المواقف المشجعة، تجعل الإنسان يشعر بالرضا. إن ردود الفعل الإيجابية التي تشجع على القراءة تساهم أيضًا في بناء علاقات أكثر متانة مع الزبائن حيث نتبادل أرقام الهواتف ووجهات النظر فيما بيننا حول العديد من المواضيع".
بدوره قال أحد زبائن أوزجلبي، ويدعى "أحمد أنتيكا"، إنه كان مسافرا من "ماردين" إلى "موغلا" عندما لفت عبد القادر أوزجلبي انتباهه.
وأشار أنتيكا إلى أن قراءة الكتب هواية رائعة تحمل في طياتها الكثير من الفوائد وتساهم في نشر المعرفة التي ترتقي بجميع فئات المجتمع.
المصدر : الأناضول