4 طرق تركية لإنقاذ مشروعك من تداعيات كورونا.. تعرف عليها
اسطنبول – اقتصاد تركيا والعالم
للتخفيف من آثار كورونا على أعمالهم، يلجأ بعض الأتراك لطرق ابتكروها في سعي منهم لعدم خسارة مصدر رزقهم أو مشروع أسسوا له منذ سنوات.
وتشترك جميع تلك الطرق في التكيف مع الواقع الجديد، الذي فرضته الجائحة على مختلف القطاعات، ومحاولة التخلص من كل أو بعض المصروفات المترتبة على أصحاب الأعمال.
وإليك 4 من الطرق التي رصدت الجزيرة نت تجارب لأصحابها في إسطنبول العاصمة الاقتصادية لتركيا.
العمل الحر
مع ساعات الصباح الأولى يجلب رشيد غوكلو ثلاجة كبيرة يعبئها بأنواع من الأجبان، يضعها إلى جانب مواد غذائية أخرى مثل زيت الزيتون والخل ودبس الرمان والمربى، ليعرضها على مساحة مترين يستأجرها ضمن إحدى الأسواق الشعبية المنتشرة بجميع مدن تركيا، والمعروفة باسم "البازارات الأسبوعية".
ويقول غوكلو "أعمل في البازارات الأسبوعية منذ حوالي 5 أشهر بعد أن قمت بتسليم المحل، الذي أستأجره للتخلص مما يترتب علي شهريا من إيجار مرتفع وضرائب وتكاليف المياه والكهرباء".
ويضيف "حاليا أحجز مكانا في بازارين يومي الجمعة والسبت بمنطقتين قريبتين من منزلي، وأقوم ببيع المنتجات التي أجلبها من ولاية هاتاي (جنوبي تركيا)، وألقى إقبالا كبيرا من الزبائن يفوق حتى ما كان عليه الأمر في محلي السابق، وأجني في يومين أكثر مما كنت أجنيه بعملي طوال الأسبوع".
وعن تكلفة حجز المكان الذي تحدث عنه لعرض بضائعه أوضح غوكلو أنها تكلفة تعد رمزية لا تتجاوز 100 ليرة (حوالي 12 دولارا) باليوم الواحد، ولا يترتب عليه أي تكاليف أخرى كأجور للكهرباء التي يستعملها أو غيرها.
الاندماج
قبل 5 أشهر لجأ محمود أتيلا صاحب مصبغة لتنظيف الملابس إلى تسليم محله، الذي كان يستأجره، ويكلفه شهريا حوالي 15 ألف ليرة (نحو ألفي دولار) ما بين إيجار وضرائب وتكاليف كهرباء ومياه، وقرر أن يتشارك مع جاره مكان عمله مقابل تحمله نصيبه من الإيجار وباقي الفواتير.
يقول أتيلا "مع بدء أزمة كورونا وتكرار الإغلاقات الاحترازية بدأت الأرباح بالتراجع بشكل حاد ما جعلني أفكر بحل سريع قبل أن أفقد كل ما أملك، أو أفقد عملي بشكل نهائي".
ويضيف "الحل الذي توصلت إليه كان إغلاق محلي، وتسليمه لصاحبه، والاتفاق مع جاري الخياط على تشارك مكان العمل معه، وبالفعل وافق، ونقلت معداتي لمحله، وأقوم بتقاسم الإيجار وباقي التكاليف معه، وبذلك وفرت أكثر من 50% مما كنت أدفعه".
التقليص
مراد شاطال صاحب محل لبيع الحلويات أوضح أن محله كان يضم عددا كبيرا من الطاولات والكراسي لاستقبال الزبائن؛ إلا أنه قام بفصل جزء منه وتأجيره بعد أن أصبح فائضا عن حاجته، وليعينه الإيجار على الاستمرار في عمله المتضرر.
ويقول شاطال "سابقا كانت الأرباح جيدة والمحل لا يفرغ من الزبائن؛ لكن بعد كورونا والواقع الجديد المفروض على المطاعم والمقاهي من تباعد اجتماعي، وتقليل عدد الزبائن، بدأت الأرباح بالتراجع والتكاليف بقيت نفسها، فكان لا بد من التفكير بحلول للأمر، فلجأت إلى تأجير جزء من محلي لشخص قام بافتتاح محل للبقالة فيه، ويضيف أنه يأمل بافتتاح محله بشكل كامل مثل السابق مع زوال جائحة كورونا.
التجارة الإلكترونية
خليل أوزتورك صاحب محل لبيع المواد الغذائية كان قبيل كورونا يعتمد في تسويق بعض بضائع محله على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد الجائحة قرر أن يقتصر عمله على هذا الأمر.
يقول أوزتورك "خصصت غرفة في منزلي لوضع البضائع بعد جلبها من التجار، الذين كنت أتعامل معهم في محلي قبل إغلاقه، وأقوم بتصوير المواد المختلفة، ووضع أسعارها، وأستقبل الطلبات من الزبائن على مدار اليوم، ويقوم شاب يعمل معي بتوصيلها على دراجة نارية".
وحول مدى رضاه عن عمله الحالي، يوضح أوزتورك "العمل اختلف عموما، فالمبيعات أصبحت أقل، وكذلك الأرباح؛ لكن أيضا تخلصت من معظم المصاريف من إيجار وفواتير وضرائب، وكما يقال شيء أفضل من لا شيء".
رأي اقتصادي
يرى الخبير الاقتصادي التركي عمر يلدريم -بعد النماذج السابقة التي عرضناها عليه- أن معظم النماذج المطروحة يركز على محاولة التخلص أو التخفيف من التكاليف الثابتة المترتبة على المشروع من إيجار شهري وضرائب مختلفة وفواتير كهرباء ومياه.
وأوضح أنه في تركيا عموما وبعض المدن الكبرى فيها كإسطنبول وإزمير وأنقرة على وجه الخصوص تعد تلك التكاليف مرتفعة في كثير من الأحيان، والتخلص من معظمها أو كلها يعتبر إنجازا لصاحب عمل يعاني من الركود أو تراجع الأرباح.
وأضاف أن الحلول المبتكرة المذكورة بعضها عملي، وقد يكون صالحا على المدى القصير، وفي ظل الظروف الحالية؛ أما لاحقا فقد لا تبقى صالحة لتغير الظروف أو كون بعضها قد يواجه مشاكل مع المؤجر مثلا أو التراخيص.
وأشار إلى أن جائحة كورونا كان لها أثر سلبي على معظم قطاعات الأعمال خاصة السياحة والتجارة المتعلقة بأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ لكن على الوجه الآخر فتحت بعض الآفاق بخصوص التجارة الإلكترونية، ووظائف توصيل الطلبات، وبعض الوظائف الأخرى المشابهة.
المصدر : الجزيرة نت