مبرمجون سوريون في تركيا يطورون لعبة ويحققون 800 ألف دولار
إسطنبول-اقتصاد تركيا والعالم
طورت مجموعة من المبرمجين السوريين الذين فروا من النزاع المستمر في سوريا منذ العام 2011 وانتقلوا إلى تركيا، لعبة محمولة قام بتنزيلها 45 مليون مستخدم.
وتأسست شركة "Wolves Interactive" عام 2016 من قبل المهندس السوري أحمد اللاذقاني، وخبراء البرمجيات خالد المختار، وكرم بويضاني، وخبير التصميم ثلاثي الأبعاد وائل ديوب في المدينة التكنولوجية (تكنوبارك) بجامعة يلدز التقنية التركية.
لعبة "Traffic Tour"، طورتها الشركة حملت من قبل 45 مليون مستخدم للهواتف المحمولة حول العالم، كما تم تحميل لعبة "Motobike" بواسطة 5 ملايين مشترك.
ومن خلال هذه الألعاب المترجمة إلى 16 لغة تم إدخال 800 ألف دولار من النقد الأجنبي إلى تركيا.
وفي حديث لـ"الأناضول"، قال أحمد اللاذقاني، أحد مؤسسي الشركة، إنه يقيم في تركيا منذ ثماني سنوات، وأنه أسس هذه الشركة مع أصدقائه عام 2016 ".
وأضاف: "تقوم شركتنا بصنع ألعاب الهاتف المحمول، وقد انتهينا من اللعبة الأولى عام 2016، وتم تحميلها من قبل 45 مليون شخص، وهناك ألعاب خاصة بسباق السيارات والموتوسيكلات يمكن أن يلعبها شخص أو شخصين في نفس الوقت".
وشدد "هدفنا الوصول إلى 250 مليون شخص في غضون عامين، وقد كان شريكي في سوريا يقوم بهذا العمل، وعندما قدم إلى هنا عرض عليّ المشاركة بهذا العمل، واتفقنا وقمنا بتنفيذ هذا المشروع".
وأوضح اللاذقاني أن "هناك 15 شخصا يعملون حاليًا في الشركة، 20 ٪ منهم أتراك والبقية سوريون، وأنهم يرغبون في زيادة عدد الموظفين إلى 50 في غضون 3 سنوات، ومعظم العاملين في الشركة هم من المهندسين".
وتابع: "نقوم بتدريب موظفينا في مجال البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد.. والمجال الذي نعمل فيه مجال صعب، فألعاب الهاتف المحمول ليست مثل صناعة الكمبيوتر، ولهذا السبب نقدم تدريبًا خاصًا، وقد تم تدريب كل فريقنا الموجود هنا".
عائد مادي جيد
اللاذقاني كشف أن العائد المادي لمجال ألعاب الهاتف المحمول يعد جيداً، وقال أيضا "نبحث عن مستثمرين، لأنه لا يمكن الإعلان بدون مستثمرين، وإذا لم تقم بالإعلان، فلن يقوم أحد بتحميل اللعبة، ونرغب في أن نكون شركة دولية".
وأردف "لا ندرج كل الإعلانات في ألعابنا، ولا شك أننا سنكسب المزيد إذا قبلنا كل الإعلانات المطروحة علينا، لكننا لا نفعل ذلك، ولا نقبل الإعلانات التي تضر الأطفال، كما أننا نعمل على فلترة إعلانات جوجل حتى لا تفسد أخلاق أطفالنا".
وأشار إلى تطوّر مجال ألعاب الهاتف المحمول في تركيا، وأكد على ضرورة تقديم الدعم من المهتمين لفتح آفاق هذا المجال، وبيّن أنه حاصل على الجنسية التركية.
من جهة ثانية قال "هناك عوائق أمامنا ولابد من إزالتها، على سبيل المثال لا يمكننا المشاركة في المعارض المحلية والدولية، إذ ينبغي علينا الحصول على إذن، وهو في غاية الصعوبة، كما أننا نواجه مشاكل في استخراج إقامات العمل، وأتمنى منح شركائي الجنسية التركية".
وكشف اللاذقاني أنه بات يشعر بتركيا كوطن ثاني له، حيث قال "تركيا أصبحت وطنى الثاني؛ فأنا وأبنائي نعيش بها ونأكل ونشرب من خيراتها، ولقد تعلمت اللغة التركية لأنه لم يكن بمقدوري إنجاز أي شيء بدون تعلم اللغة".
شراكات تجارية
رمضان جيهان المنسق العام للشركة، قال من ناحيته إن الشركة "ستصل إلى أكثر من 50 مليون مشترك في المستقبل القريب بفضل الألعاب التي تطورها، وأن الشركة لديها شراكات تجارية مع شركات عالمية مثل سوني وأبل وغوغل".
وتابع: "شركتنا لا تهدف فقط إلى برمجة الألعاب وكسب المال، بل تراعي في نفس الوقت الحفاظ على الأخلاق العامة، وبنية المجتمع التركي، وشركتنا بمثابة نافذة مفتوحة على العالم بأكمله من تركيا".
وأكد أيضا "نهتم أثناء تصنيع الألعاب الخاصة بنا بالقيم المجتمعية وألا تؤثر هذه الألعاب على مرحلة تطور الأطفال".
خلق فرص عمل
بورا أريجان، منسق التدريب والإرشاد في مؤسسة Building Markets، وهي منظمة مدنية دولية تدعم شركة Wolves Interactive في مجالات متنوعة، قال أن "هدف المؤسسة هو خلق فرص عمل والمساهمة في النمو الاقتصادي في البلدان النامية".
وزاد "نعمل في 9 دول، ولدينا أكثر من 25 ألف شبكة حتى الآن، نحن مؤسسة لعبت دوراً في حصول 25 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم على مناقصات وعقود يصل حجمها 1.3 مليار دولار".
وتابع "ساهمت الشركة في توفير فرص عمل لحوالي 70 ألف شخص في 9 دول، وكنا نعمل في تركيا قبل ذلك عبر شركائنا، وقد أسسنا بها مكتبنا الخاص قبل عام تقريباً".
ولفت أيضا "لدينا شبكة أعمال مع ألفي شركة صغيرة ومتوسطة أسسها سوريون في تركيا، نحن لا ندعم فقط السوريين بل ندعم كذلك الشركات التي أسسها الأتراك واللاجئون، في مجالات التدريب والتوجيه والقوانين الضريبية والتسويق العادي والإلكتروني".
وختم بالقول "شركة ولفيز أنترأكتيف، هي واحدة من بين ألفي شركة في شبكة أعمالنا، وقدمنا لها خدمات التوجيه ومن بعدها الخدمات الاستشارية في النواحي المالية والقانونية، وهي تقوم الآن بالتواصل مع المستثمرين الأجانب".
المصدر: الأناضول