تذاكر رحلة جوية مجهولة تباع في 10 دقائق
سيدني - اقتصاد تركيا والعالم
قال تقرير نشرته صحيفة Washington Post، إن شركات طيران لجأت إلى القيام بـ”رحلاتٍ دون وجهة”، تستهدف المسافرين الذين يتوقون إلى السفر الجوي، وبعضهم على استعدادٍ لإنفاق الكثير من المال لشراء التذاكر، وذلك مع استمرار توقُّف السفر الدولي في معظم أنحاء العالم؛ على خلفية جائحة فيروس كورونا المُستجَد.
شركة كانتاس الأسترالية، وهي من بين أحدث الشركات التي أعلنت عن رحلةٍ تُغادر وتعود إلى المطار نفسه، قالت لوكالة Reuters إن تذاكر الرحلة قد بيعَت بعد أقل من 10 دقائق من عرضها للبيع الخميس 17 سبتمبر/أيلول. وقالت مُتحدِّثةٌ رسمية باسم الشركة: “ربما تكون هذه الرحلة هي الأسرع مبيعاً في تاريخ كانتاس”.
تحذو شركة الطيران الأسترالية حذو شركات الطيران الآسيوية التي عرضت خياراتٍ مماثلة. وقد أُطلِقَت مثل هذه الرحلات بالفعل في تايوان واليابان، بينما قالت شركة الخطوط الجوية في سنغافورة، الأحد 13 سبتمبر/أيلول، إنها تفكِّر في إطلاق رحلة مشابهة أيضاً.
ستغادر رحلة كانتاس، التي تستغرق 7 ساعات، من سيدني في 10 أكتوبر/تشرين الأول وتعود في اليوم نفسه، دون توقُّفٍ خلال الرحلة، امتثالاً للقيود المفروضة على السفر بين الدول.
ووُعِدَ المسافرون بإطلالاتٍ على الحاجز المرجاني العظيم، ومنحدر أولورو، والمناطق النائية في أستراليا، بينما تحلِّق الطائرة فوق البلاد على ارتفاعاتٍ منخفضة.
حسب تقرير لوكالة Reuters، سرعان ما بيعت تذاكر المقاعد المعروضة بأسعارٍ تراوحت بين 575 دولاراً أمريكياً إلى 2765 دولاراً أمريكياً. وقالت المُتحدِّثة الرسمية للوكالة الإخبارية: “إذا كان الطلب موجوداً هكذا، فسوف نتطلَّع بالتأكيد إلى إطلاق المزيد من هذه الرحلات ذات المناظر الخلَّابة، في وقتٍ ننتظر فيه جميعاً فتح الحدود”.
وعانت شركات الخطوط الجوية بشدة خلال الجائحة، إذ أشارت مجموعات في هذا القطاع إلى أن الإيرادات الإجمالية قد تنخفض بنسبة 50% في عام 2020، بعد أن أغلقت الحكومات الحدود وألغى المسافرون الرحلات المُخطَّط لها.
في أغسطس/آب، قال آلان جويس، المدير التنفيذي لشركة كانتاس، إن جائحة فيروس كورونا المُستجَد خلقت أسوأ مناخٍ مالي في تاريخ الشركة الذي يمتد لمئة عام، وإن من غير المُرجَّح أن تُستأنَف الرحلات الدولية قبل صيف 2021. وخسرت شركة الطيران نحو 2.9 مليار دولار خلال السنة المالية 2020.
احتلَّت شركة الطيران صفحة كاملة لإعلانها في الكثير من الصحف، الخميس، داعيةً إلى إعادة فتح الحدود الداخلية. وذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أن المساحة الإعلانية كانت شركاتٌ إعلامية أسترالية قد تبرَّعَت بها.
رغم أن الرحلات الجوية دون وجهة، تأتي بتكاليف كبيرة على الشركة، قال خبراء بمجال الطيران إن شركات الطيران من المُرجَّح أن تغطي هذه التكاليف، إن لم تنجح في حصد ربحٍ صغير، مع أنه من غير المُرجَّح أن تُحدِث الرحلات الجوية أيَّ تغييرٍ في النتيجة النهائية للقطاع المُتعثِّر.
بريندان سوبي، مُحلِّل الطيران لدى شركة Sobie Aviation، قال لصحيفة Strait Times السنغافورية بعدما طَرَحَت الخطوط الجوية السنغافورية، أنها قد تُطلِق رحلاتٍ دون وجهة في الشهر المقبل: “بالطبع ليس هناك ضررٌ تتسبَّبت فيه هذه الرحلات، لكنني لا أتوقَّع تأثيراً كبيراً من حيث العائدات، أو تقليلاً للخسائر خلال هذه الأوقات العسيرة”.
أثارت مجموعاتٌ مناصرة للبيئة المخاوف بشأن هذه التوجُّه، مشيرةً إلى أن انبعاثات الكربون من الرحلات الجوية تمثِّل عاملاً كبيراً في مفاقمة أزمة المناخ. ووعدت شركة كانتاس بدفع ما يُعرَف بتعويضات الكربون؛ للتخفيف من تأثير الرحلة التي تستغرق سبع ساعات.
المصدر : وكالات