تضخم أموال الفاشينستات!
قضية شغلت الرأي العام الخليجي قاطبة، يعرفها الصغير قبل الكبير.. ولعلها المرة الأولى التي يتفق فيها الشعب الخليجي على قضية ما، ليس هذا فقط ولكن لعلها المرة الأولى التي يفتي فيها الخليجيون في قضية ما وهم على دراية تامة بحيثيات ما جرى وما يجري وما سيجري!!
القضية باختصار هي عملية غسل الأموال المتهم فيها مشاهير من الخليج أو ما يغرف بالمؤثرين إعلاميًا والفاشينستات بتهمة التضخم المالي في دولة الكاميرون وانتقلت أصابع الاتهام إلى دول مجاورة.. والله أنا كمواطن خليجي كل ما أعرفه عن غسل الأموال أن جاري عندما يهديني كيسًا من لحم الأضحية أرسله إلى جاري وجاري يرسله إلى جار جاري، وهكذا، حتى يصل إلى جارنا الأول ويكتشف ذلك من الكيس نفسه!! لم نكلف أنفسنا عناء تغيير الكيس!!
أما التضخم المالي فلم أسمع به لا من قبل ولا من بعد، فنحن قوم نعيش على الحديدة، نعيش بكرامتنا ونعمل بعرق جبيننا لا نرضى بالمال المشبوه!
الشاهد أن قضية غسل الأموال لا تكمن أهميتها في أسماء المتهمين الذين نعرفهم جميعًا فمن منا لا يعرف عبد الحليم هولندا، فواز النمر، جاكوب بو سنة، جيوان الطواش، حزن الصاخب، منشار بولين، وغيرهم الكثير.. لكن أهمية القضية تكمن في حجم هذا التناقض.. فقبل عملية غسل الأموال هم القدوة وهم المؤثرون والكل يسعى ليعيش نفس حياتهم! واليوم سب وقذف بحقهم!! أنا لا يعنيني هل هم متهمون أم لا؟ هل غُرر بهم أم لا؟ هل هم أبرياء أم لا؟ كل مايهمني: لماذا جعلنا منهم ثريّا وهم ثَرى؟
صحيح أن أهل الخليج عرف عنهم الغنى، وهذا بفضل عوائد النفط، ولكن أن نُنعت بمجرمي غسل الأموال فهذا والله ما لم يكن في الحسبان.. والله أصبحت أعذر البنوك عندما تقيّد القلم الذي لا يتعدى ثمنه الريال بحبل غليظ!
هذا التكسب غير المشروع مرده إلى طفرة أو لعنة أصابت دول الخليج قاطبة وهي حب الترف حتى لو كان غسل أموال أما نحن فليس لنا سوى غسل الصحون ومع ذلك لا نخلو من حسد!!
المصدر: الراية القطرية