هل هناك أسباب سياسية وراء تحذير الاتحاد الأوروبي من السفر لتركيا؟
ترجمة خاصة
قرّر الاتحاد الأوروبي مواصلة تحذيره من السفر إلى تركيا على الرغم من الجهود الناجحة التي قامت بها الدولة ضد جائحة فيروس كورونا.
وأحدث القرار نوعًا الصدمة بالنسبة للحكومة التركية، فمسؤولوها يعتقدون أن له علاقة بالمعايير المزدوجة، وتركيا لا تستحق هذه المعاملة من قبل الاتحاد الأوروبي وكذلك ألمانيا.
ويوم الأحد، انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قرار الاتحاد الأوروبي باستمرار وضع بلاده ضمن قائمة الدول التي يحظر السفر إليها، لافتا إلى أن الاتحاد يطبق "معايير مزدوجة".
وقال أردوغان، في كلمة متلفزة، تطرق خلالها إلى قرار الاتحاد الأوروبي: "النوايا التي تقف وراء المعايير المزدوجة التي يطبقها الاتحاد الأوروبي من خلال وضع دول تفتقر للشفافية واضحة".
وشاركت وسائل إعلام في الاتحاد الأوروبي وجهة نظرها حول هذه القضية، وأكدت دعم تركيا في هذا الصدد.
وذكر مقال في صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية، أن ألمانيا كانت تحاول أن تلعب لعبة مثيرة للاهتمام ضد تركيا تحت ستار فيروس كورونا.
وأضاف المقال، وفق ما ترجم "اقتصاد تركيا والعالم"، أن التحذير بالنسبة لتركيا ليس له معنى بالنظر إلى حقيقة أن أعداد حالات الإصابة في تركيا ليست أسوأ مما أشارت إليه دول أخرى.
وذكر المقال أيضًا أن برامج TÜV الألمانية وشهادات الاعتماد التركية، ضمنت أن المرافق الفندقية آمنة، وأن ألمانيا سمحت حتى بالعطلات في بلدان أخرى في حالة أسوأ، على سبيل المثال في المملكة المتحدة التي تعتبر مركز فيروس كورونا في أوروبا.
وجاء في المقال: "الواقع الطبي يلعب بالفعل دورا ثانويا في السياسة الخارجية لفيروس كورونا،" وقالت وسائل إعلام ألمانية أخرى، إن الحزب الديمقراطي التركي قال إن تركيا كانت على حق في انتقادها بأن برلين وبروكسل فرضتا معايير مزدوجة على تحذير السفر.
ومضت قائلة: "سيكون من غير الأمين وغير الحكيم سياسيا التصرف بهذه الطريقة" مضيفة أن مثل هذه الخطوة "يمكن أن يواجه اتهامات بأن تحذير السفر استخدم لأخذ أنقرة رهينة إذا لم تكن منطقية بشكل جيد ولم يكن من الممكن حل المشاكل السياسية مع تركيا على حساب المصطافين".
وقالت إذاعة "المونيتور"، ومقرها الولايات المتحدة، إن الاتحاد الأوروبي فتح حدوده أمام زوار من 15 دولة منذ 1 يوليو/ تموز ، لكن تركيا ، التي كان أداؤها أعلى بكثير من متوسط الاتحاد الأوروبي في مكافحة كوفيد-19، كانت من بين الدول التي تفرض قيودًا مستمرة على السفر من وإلى الاتحاد الأوروبي.
وفي إشارة إلى نجاح استراتيجية كوفيد-19 التركية، أضافت المقال: "في الواقع، تعد إحصاءات فيروس كورونا في تركيا أفضل بكثير مقارنة بالسويد عضو الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال".
ويبلغ عدد سكان تركيا حوالي 9 أضعاف عدد السكان في السويد، لكن عدد الحالات لكل مليون في تركيا هو 2370، مقارنة بـ 6777 في السويد.
ويبلغ معدل الوفيات في تركيا 60.8 لكل مليون ولكن في السويد يبلغ 528.1.
وحتى بالمقارنة مع ألمانيا، التي لديها نفس عدد السكان تقريبًا مثل تركيا وتمت الإشادة باستراتيجيتها الناجحة في مكافحة الوباء، تبدو تركيا ناجحة مثل ألمانيا.
ويبلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في ألمانيا حوالي 200 ألف، بينما في تركيا حوالي 195 ألفًا.
وشدد المقال على أن سبب استمرار قيود الاتحاد الأوروبي على السفر إلى تركيا يمكن تفسيره لأسباب سياسية بدلاً من مخاوف تتعلق بالصحة العامة.