من هو هاكان فيدان الذي سيقود الدبلوماسية التركية؟
متابعة اقتصاد تركيا
عُين هاكان فيدان، رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركي في منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان.
ولد فيدان ، الذي تولى منصب كبير الدبلوماسيين في البلاد من مولود جاويش أوغلو ، في حي "هامامونو" في أنقرة عام 1968.
درس هاكان في الأكاديمية الحربية البرية، وتخرج عام 1986.
وخلال مهمة له بالولايات المتحدة الأميركية، حصل هاكان على الباكالوريوس من جامعة ميلاند في العلوم السياسية والإدارة.
كما حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بيلكنت. وكانت أطروحته حول نظام الاستخبارات التركي والأميركي والبريطاني، وأبرز فيها حاجة تركيا إلى شبكة استخبارية خارجية قوية.
وقد نال درجة الدكتوراه عام 2006 من جامعة بيلكنت، وكان موضوعها حولها استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق.
وتابع هاكان دراسته في عدد من المؤسسات والمعاهد بينها معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
عين هاكان فيدان رقيبا في القوات المسلحة التركية، كما عمل فني حواسيب داخل القوات البرية التركية.
وشغل منصب مستشار اقتصادي وسياسي في سفارة تركيا بأستراليا، وترأس عام 2003 وكالة التنمية والتنسيق التركية.
وعمل هاكان فيدان أيضا مستشارا لأحمد داود أوغلو خلال عمله وزيرا للخارجية.
عين هاكان عام 2007 نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وفي السنة نفسها اختير عضوا بالمجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
التجربة بالمخابرات
عين هاكان فيدان في 17 أبريل/نيسان 2009 نائبا لرئيس الاستخبارات التركية إيمره انير، وعندما تقاعد هذا الأخير بدأ هاكان مساره رئيسًا للمخابرات في 27 من مايو/أيار 2010، وعمره آنذاك 42 عاما.
اشتهر بعلاقته الطيبة برجب طيب أردوغان، وعمل على تجميع أجهزة المخابرات في الخارجية والأمن والجيش تحت راية واحدة هي راية المخابرات العامة، مما أزعج كثيرا من اللوبيات داخل مؤسسة الجيش تحديدا.
غير أنه فاجأ الجميع في فبراير/شباط 2015 بتقديم استقالته من منصبه "بغرض الترشح للانتخابات البرلمانية".
هذا الأمر أثار انزعاج الرئيس أردوغان الذي أعلن أنه عين هاكان في منصبه لاقتناعه بكفاءته في إدارة الجهاز بقوة واقتدار، وعليه أن لا يغادره ويتجه نحو العمل السياسي.
وقد رأى محللون أتراك وقتها أن تشبث أردوغان بهاكان في منصبه يعني أن الأمر ضروري جدا لتحقيق الاستقرار في البلاد، خاصة وسط التحديات التي تطرحها المعارك المستمرة مع حزب العمال الكردستاني، والنزاع مع جماعة غولن، والأحداث والتفجيرات التي تضرب تركيا.
وبعد ذلك بشهر سحب هاكان ترشحه للبرلمان في 9 مارس/آذار 2015 ليتم تعيينه مجددا على رأس جهاز الاستخبارات التركية، ويبقى من الأعمدة الرئيسية لنظام أردوغان.
وظهرت جهود هاكان فيدان البارزة في كشف ما يعرف بـ"التنظيم الموازي"، التابع لجماعة غولن التي يقودها مؤسسها فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا بأمريكا.
وقد اتهم غولن وجماعته بالتورط في محاولات لزعزعة استقرار البلاد كان آخرها محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016 الفاشلة.
كما برزت آثار عمل هاكان فيدان في تنظيم المخابرات وجعلها منافسة للاستخبارات الأجنبية وخاصة الإسرائيلية، حيث نجح في قطع الطريق على جهاز الموساد الإسرائيلي الذي كان يستغل الأراضي التركية لتنفيذ عمليات إستراتيجية، وأجبره على البحث عن بدائل.
لكن دوره الأبرز الذي أكد صحة قرار أردوغان التشبث به في منصبه، هو قيادة جهاز المخابرات -إلى جانب قوى رسمية وشعبية أخرى- في إفشال انقلاب كاد يطيح بنظام حكم أردوغان وحزب العدالة والتنمية في 15 يوليو/تموز 2016.
ففي ذلك اليوم تحركت قوات عسكرية بتخطيط من محرم كوسي المستشار القانوني لرئيس الأركان خلوصي آكار، ودعم من ضباط آخرين بعضهم من ذوي الرتب الرفيعة، لمحاولة الإطاحة بنظام أردوغان، وأغلقوا جسر البوسفور، وأصدروا أوامر بتحليق مروحيات عسكرية في سماء أنقرة، كما سيطروا على قناة تي آر تي الرسمية، وبثوا البيان الأول الذي تعهدوا فيه بإصدار دستور جديد، وإنشاء مجلس سلام يدير الحكم في البلاد.
غير أن الجهد الكبير الذي قامت به المخابرات العامة، وكذلك قيادات الجيش إلى جانب الرئاسة والحكومة، وخروج الجماهير إلى الشارع رفضا لما جرى أفشل الانقلاب، وقامت أجهزة الأمن باعتقال آلاف ممن يقفون خلف الانقلاب ويدعمونه في شتى مفاصل الدولة.