65 % من الشركات الناجحة تنفق هذا المبلغ سنوياً للاحتفاظ بالموظفين
إسطنبول-اقتصاد تركيا
قد يظن البعض أن الفارق بين أماكن العمل المزدهرة والمتعثرة يلزمه خطة إنفاق كبيرة على الموظفين، لكن استطلاع للرأي شمل أكثر من 700 من قادة الموارد البشرية أجرته Forrester وHR Executive Magazine، وجد أن الفارق يتمثل في رقم واحد (2500 دولار).
ويمثل هذا الرقم ما تنفقه نحو 65% من الشركات سنوياً، لكل موظف على تطوير القيادة، وفقاً لما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
وقالت المحللة الرئيسية في شركة Forrester التي شاركت في نشر التقرير، كاتي تينان: "إنه مبلغ قليل للعديد من الشركات، لكن عندما يتم إنفاقه بذكاء، يمكن أن يساعد الموظفين الواعدين على أن يصبحوا قادة فعالين".
وتشرح تينان، بأن أهمية الإنفاق على القيادة تنحصر في مسألة حسابية بسيطة: "بدون قيادة عالية الجودة، يصبح الموظفون غير مرتبطين بالعمل، مما يؤدي إلى مشكلات الاحتفاظ، استناداً إلى تحليل Forrester".
وقالت، إن تعيين موظف جديد ليحل محل موظف قديم يكلف في أي مكان ما بين 50% إلى 200% إضافية من راتب الوظيفة.
وأوضحت أن هذا يعني أنه إذا استقال 5 موظفين يكسبون 100000 دولار سنوياً، فقد تحتاج شركتك إلى إنفاق 500000 دولار لاستبدالهم فجأة، ولا يبدو مبلغ 2500 دولار لكل موظف كثيراً".
وترى تينان، أن المشكلة تكمن في أن تطوير القيادة ليس شيئاً يمكنك ببساطة ضخ الأموال فيه، إذ إنه بحاجة إلى تكريس الوقت لذلك أيضاً.
أين يذهب المال؟
غالباً ما يتخذ تطوير القيادة شكلين: ورش عمل القيادة ودورات التعلم الافتراضية، لكن تينان، ترى أن أياً منهما ليس فعالاً بالقدر الكافي.
وبررت وجهة نظرهاً بأن ورش العمل التي يتم إجراؤها لمرة واحدة عادةً لا تغير السلوك على المدى الطويل، مشيرة هنا إلى "منحنى النسيان"، وهو مصطلح أبرزته دراسة أخصائية نفسية ألمانية لكيفية تلاشي المعلومات الجديدة في أذهاننا بمرور الوقت.
وتظهر الدراسات اللاحقة أننا غالباً ما نفقد ما تعلمناه في غضون 24 إلى 48 ساعة فقط إذا لم نضع هذه المعرفة موضع التنفيذ بسرعة.
وقالت تينان: "لقد أنفقت للتو 2500 دولار، وأرسلت الأشخاص إلى ورشة عمل رائعة، وعادوا إلى مكاتبهم ولم يتغير شيء ونسوا كل ما تعلموه".
وبالمثل، فإن معظم وحدات التعلم الافتراضية للشركات "غير تفاعلية"، مع معدلات احتفاظ منخفضة، كما تقول: "من غير المرجح أن يغير مقطع فيديو مدته 3 دقائق حول مهارات القيادة سلوك أي شخص، ولكن يتم استخدامه بشكل متكرر لأنه رخيص التكلفة".
وأكدت تينان أن ورش العمل وبرامج التعلم الافتراضي ليست غير فعالة تماماً، حيث أشارت إلى وحدات تدريب الواقع الافتراضي VR التي يستخدمها رجال الإطفاء، والتي يمكن أن تعدهم حقاً لبعض واجباتهم الأكثر أهمية.
وترى تينان، أنها مفيدة عند استخدامها استراتيجياً جنباً إلى جنب مع التكتيكات الأخرى.
المزيد من الوقت
لا تحتاج الشركات بالضرورة إلى إنفاق المزيد من الأموال لتحقيق النجاح، وبدلاً من ذلك، قد يحتاجون إلى قضاء المزيد من الوقت.
وقالت تينان، إن وحدات التدريب عبر الإنترنت وورش العمل التي تُجرى لمرة واحدة تكون أكثر فاعلية عندما تقترن بسيناريوهات ممارسة في العالم الحقيقي.
ولفتت إلى قاعدة (70-20-10) لمركز القيادة الإبداعية: 70% من تعلم تطوير القيادة يأتي من الخبرات، 20% يأتي من التعلم الاجتماعي و10% يأتي من الدورات الدراسية.
وأضافت: "لنفترض أنك تريد أن تتحسن في تقديم التعليقات، ولم تتلق تدريباً محدداً عليها بعد، فقد يتم إغراء مكان عملك بإيقاعك أمام دورة تدريبية عبر الإنترنت حول تقديم الملاحظات، لكن فائدتها لن تستمر إلا إذا تمكنت من وضع دروسها موضع التنفيذ على الفور".
لذلك، بعد الدورة التدريبية، يمكن لقادة الموارد البشرية أن يصلوك مع زميل تدريب أو مدير متمرس لإنشاء بيئات وهمية لتقديم الملاحظات وتلقيها.
ونصحت تينان بضرورة مناقشة التكتيكات المختلفة التي جربتها: ما الذي يسير على ما يرام؟ ما هو ليس كذلك؟
وقالت إنه بمجرد إتقان المهارة في الممارسة العملية، ستكون أكثر استعداداً لتقديم ملاحظات بشكل فعال إلى زميل عمل حقيقي، بشرط استمرار شركتك في إنفاق نفس المبلغ على ورش العمل والدورات التدريبية، ما سيؤدي إلى احتمالات نجاح أفضل.
عنصر حاسم
غالباً ما تأتي مساعدة الآخرين في العمل على حساب إكمال مهامك اليومية، وفقاً لدراسة نشرت عام 2015 في مجلة Academy of Management Journal.
وتضيف الدراسة أن ذلك يحسن من صحتك في أي يوم من الأيام، وهو عنصر حاسم في تعلم القيادة.
وقالت تينان: "لا يهمني في الواقع مقدار ما تنفقه الشركة على تطوير القيادة.. ما يهمني هو كيفية تصميم البرنامج.. إذا كان بإمكانك فعل ذلك مقابل دولار واحد لكل قائد، فيجب عليك ذلك".
المصدر: العربية