ظهور رئيس الوزراء العراقي بين أكوام من الأموال.. ما القصة؟
بغداد-اقتصاد تركيا
كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن أن حكومته استطاعت خلال وقت قياسي استعادة أكثر من 182 مليار دينار عراقي (نحو 124 مليون دولار) من أموال أمانات الضرائب المنهوبة التي تبلغ 2.5 مليار دولار.
السوداني أكد -في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة العراقية بغداد مساء أمس الأحد- أن الجهات المختصة تمكنت من استرداد الجزء الأول البالغ أكثر من 182 مليار دينار"، وأضاف أن "لجانا تحقيقية شُكّلت لتدقيق الصكوك المصروفة من الأمانات الضريبية"، وأن اللجنة استهلت عملها بتأشير المخالفات والمقصرين بتسهيل الاستيلاء على أموال الأمانات.
كما أوضح أن جهات وظيفية داخل هيئة الضرائب وأخرى رقابية وفي موقع المسؤولية سهّلت عملية سرقة الأمانات، لافتا إلى أن الحكومة العراقية ستعلن عن الجهات التي سهّلت سرقة الأمانات بعد إكمال التحقيقات.
"لن نستثني أحدا"
وأشار إلى أن حكومته لن تستثني أي جهة متورطة بعملية سرقة الأمانات، وأن اللجان التحقيقية التي شكلتها الحكومة توصلت لنتيجة تفيد بصرف 114 صكا للمتهم "نور زهير" بمبلغ إجمالي أكثر من تريليون دينار (684 مليون دولار)، في حين لفت إلى "صرف 37 صكا بمبلغ إجمالي قدره 624 مليار دينار (427 مليون دولار) لشركة "بادية المسار"، وأن "المدير المفوض للشركة يدعى عبد المهدي توفيق ومالكها المتهم عبد الرحمن محمد إبراهيم".
وتابع أنه قد تم "صرف 66 صكا بمبلغ إجمالي 982 مليار دينار (672 مليون دولار) لشركة "الحوت الأحدب" لمديرها المفوض الهارب عبد المهدي توفيق ومالكها المتهم قاسم محمد"، مضيفا أنه قد تم "صرف 45 صكا بمبلغ إجمالي 607 مليارات دينار (415 مليون دولار) لشركة رياح بغداد لمديرها المفوض عبد المهدي توفيق ولمالكها الملقى القبض عليه حسين كاوة".
وبيّن السوداني أن الأموال المصروفة تبلغ أكثر من 3.7 تريليونات دينار (2.5 مليار دولار)، وأنه قد تم الاتفاق بين محكمة تحقيق الكرخ الثانية ببغداد مع نور زهير لأجل جدولة استرداد كامل المبلغ في حوزة المتهم، وأن القاضي المختص سيصدر أمرا بإطلاق سراحه بكفالة لتسليم كامل المبلغ خلال أسبوعين، مؤكدا على أن القسم الأكبر من المبلغ لدى المحتجز نور زهير هو عقارات.
تأييد ومعارضة وتهكم
وأثار ظهور السوداني في مؤتمره الصحفي وعلى جانبيه أكوام من الأموال؛ موجةَ تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيد لهذه الحركة ورافض لها.
الكاتب الصحفي العراقي عبد اللطيف الهجول استنكر ظهور السوداني بجوار الأموال الموضوعة على جانبيه وربط ذلك بتأخر صرف رواتب الموظفين العموميين في البلاد، حيث غرد قائلا "عزيزي المواطن العراقي: نعتذر عن سبب تأخير رواتبكم لأن الأموال عدهن جلسة تصوير. غدا الاستلام. شكرا لتفهمكم وزارة المسرحيات العراقية".
أما السياسي صلاح العرباوي فانتقد التسوية مع المتهمين في تغريدة قال فيها "خطوة مهمة يقوم بها السوداني في استرداد الأموال ولكن.. هل أصبحت التسويات تعقد مع اللصوص بعد أن كانت تعقد مع الإرهابيين؟!".
في حين قال الصحفي أحمد سعيد "سرقة القرن ليست مليارين ونص دولار، بل هي 20 عاما من عمرنا، سُرقت ونحن نشاهد الفساد والدماء والفشل في بناء دولة مؤسسات وقانون".
وأثار اكتشاف المتابعين لوضع الأموال على الرفوف موجة أخرى من السخرية وعدوها خداعا للعراقيين، حيث غرد حساب يعرف عن نفسه بـ"أبو مصطفى جود" قائلا "ما بيهن 40 مليون كلهن عشرات ومخلين جواهن ميز علمود يكثرن صفقة القرن".
وكتب الصحفي العراقي منتظر الزيدي في حسابه على الفيسبوك "الكاميرا تكشف زيف #السوداني، بحسبة بسيطة فإن المبلغ الموضوع فوق الطاولة المغطاة في كلا الجانبين لا يتجاوز عشرات الملايين".
أما العراقية لينا الأصيل فانتقدت مصور السوداني وعدته غير محترف.
المصدر: الجزيرة نت+وكالات