مع تضرر محصولي القمح والشعير
أزمة خبز تلوح بالأفق في سوريا
لحق ضرر كبير بمحصولي القمح والشعير خلال الموسم الحالي، في منطقة "خفض التصعيد" شمالي سوريا، بسبب نزوح أصحاب الأراضي وارتفاع مصاريف الحصاد.
وتُركت مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، دون عناية، بعد مغادرة أصحابها، هرباً من قصف النظام السوري وعملياته العسكرية التي بدأت نهاية العام الماضي واستمرت حتى مارس/ آذار 2020.
أما في المناطق التي لم تصلها قوات النظام، أدى ارتفاع الأسعار الناجم عن انخفاض الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، إلى زيادة مصاريف حصاد القمح والشعير.
ورغم الصعوبات، فإن نسبة من الفلاحين أصروا على حصاد محصولهم، حتى في المناطق القريبة من خطوط الجبهة مع النظام، الذي يستهدف أراضيهم بالقصف بين الحين والآخر.
ونقلت الأناضول عن المزارع تقى حسن، من قرية "الجينة" بريف حلب الغربي، بأن محصول القمح انخفض بشكل كبير هذا العام بسبب هجمات النظام.
وأضاف أنه من الفلاحين الذين غادروا بلدتهم مع اشتداد قصف النظام، ما منعه من الاعتناء بأرضه خلال فترة النزوح.
ولفت إلى أنه عند عودته إلى أرضه، كان الوقت قد فات للقيام برش بعض الأدوية والمبيدات، وهو ما تسبب بانخفاض كمية المحصول.
وزاد: "النظام استهدف معدات وماكينات الحصاد في الحقول"، مشيرا أن خطوط التماس مع قواته تبعد عنهم ثلاثة كيلو مترات، وهو ما يجعل العمل في الحقل خطيراً.
تسيطر قوات النظام على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في حملتها الأخيرة، وهو ما يعني انخفاض المحصول، وممهدا لتشكل أزمة طحين في المنطقة.
كما لفت حسن إلى أن ارتفاع سعر اليد العاملة، واحتكار التجار وذلك "بشراء المحاصيل بأسعار منخفضة عن سعر السوق"، زاد الوضع سوءاً.
بينما قال عبد الحميد عبد القادر، وهو مالك حصادة في المنطقة، للأناضول، إن "ارتفاع أسعار الوقود، وانخفاض مستوى المحصول، وسيطرة النظام على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح، تسبب بأزمة خبز في المنطقة".
وأعلنت تركيا وروسيا وإيران، في مايو/ أيار 2017، توصلهم إلى اتفاق على إقامة "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
ورغم تفاهمات لاحقة، تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب وأحدثها في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه واصلت هجماتها على المنطقة.
وأدت الهجمات إلى مقتل أكثر من 1800 مدنيا، ونزوح ما يزيد عن مليون و942 ألف إلى مناطق هادئة نسبيا، أو قريبة من الحدود التركية، منذ يناير/ كانون ثاني 2019.
المصدر : الأناضول