إسطنبول-اقتصاد تركيا
يشكل تصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا تحديا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل الانتخابات المقررة في عام 2023، حيث يحاول الزعيم التركي تجاوز أزمة اقتصادية قد تطيح بمساعيه في الاحتفاظ بالسلطة.
وقالت وكالة "بلومبرغ" في تقرير نشر، الجمعة، إن استضافة تركيا لملايين المهاجرين باتت قضية سياسية رئيسية لإردوغان الذي أعلن مؤخرا عن خطة لإعادة توطين نحو مليون سوري في منطقة حدودية سورية تسيطر عليها أنقرة.
ويبلغ عدد السورين في تركيا نحو 3.7 مليون شخص فروا من الحرب في بلادهم، لكن ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل تسبب في خسائر فادحة بالنسبة للأتراك وزاد الضغط على أردوغان.
خليل الحسين، وهو مواطن سوري تركماني يبلغ من العمر 26 عاما ويعمل مترجما فوريا في مصنع بغازي عنتاب، يأمل ألا يكون جزء من برنامج إعادة اللاجئين السوريين.
لكنه مع ذلك يتابع الحسين بقلق الطلب الذي قدمه قبل مدة للحصول على الجنسية التركية، ويشير إلى أنه لن يعود أبدا لبلده الأم ما لم ترسله السلطات التركية بالقوة عبر الحدود.
ومنحت تركيا الجنسية لأكثر من مئتي ألف لاجئ سوري، حيث قامت باختيار المهاجرين ذوي المهارات العالية مثل الأطباء والمهندسين أو أولئك الذين لديهم روابط عرقية بالبلاد.
تقول "بلومبرغ" إن خطة أردوغان يمكن أن تساعد في تخفيف حدة الاستياء المتزايد بين الأتراك من اللاجئين، كما أنها ستسهم في إعادة توطين معظم اللاجئين العرب في منطقة ترغب أنقرة في أن تكون خالية من أي وجود كردي.
وبموجب اتفاق أبرم عام 2016، دفع الاتحاد الأوروبي لتركيا مليارات الدولارات لاستضافة اللاجئين السوريين الفارين من الحرب والذين كانوا يتطلعون إلى الاستقرار في أوروبا.
تعرض الاتفاق لضغوط داخلية شديدة، ولكن بشكل عام فإن أنصار أردوغان كانوا يرون فيه واجبا أخلاقيا ودينيا.
لكن هذا الأمر تغير، وفقا لبلومبرغ، التي أشارت إلى أن المشاعر المعادية للاجئين ازدادت بعد تعثر الاقتصاد الذي جعل طبقة كبيرة من الأتراك غير قادرين على دفع فواتيرهم.
يشكو الأتراك من اكتظاظ الفصول الدراسية وطول فترات الانتظار في المستشفيات، حيث يتلقى اللاجئون العلاج الطبي المجاني، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة على الوظائف والإسكان التي يقول منتقدو الحكومة إنها تخفض رواتب العمال غير الحكوميين وترفع إيجارات السكن.
وتقول الحكومة التركية إنها أنفقت حوالي 100 مليار دولار على الإسكان والرعاية الطبية والتعليم للاجئين منذ بداية الحرب في سوريا.
ينقل التقرير عن عضو في البرلمان التركي يدعى أوميد أوزدغان القول "سنرسل اللاجئين بعيدا لتأمين منزلنا وإنعاش الاقتصاد.. ستتوقف تركيا عن أن تكون طريقا إلى أوروبا للاجئين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وستستخدم مواردها لصالح مواطنيها".
لكن مع ذلك يرى نشطاء وبعض المسؤولين الأتراك أن اللاجئين ساهموا بشكل ايجابي في تحسين اقتصاد البلاد.
وقال جوكشي أوك، الذي يساعد في إدارة برامج إعادة تأهيل اللاجئين في هيئة الهجرة التركية إن اللاجئين "عززوا فجوة العمالة لدينا في البناء والزراعة وتربية الحيوانات، لأنهم يعملون في قطاعات لا يرغب مواطنينا في العمل فيها".
المصدر: وكالات