هل تنجح خطط تركيا في إعادة مليون لاجئ سوري لبلادهم؟

تخطط تركيا لإعادة مليون سوري إلى بلادهم

تخطط تركيا لإعادة مليون سوري إلى بلادهم

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

أنقرة-اقتصاد تركيا

تخطط الحكومة التركية لإعادة مليون لاجئ إلى شمالي سوريا في وقت وصل فيه الاستياء العام من السوريين إلى نقطة الغليان، وسط دعاية المعارضة وصعوبات اقتصادية ناجمة عن جائحة كوفيد-19، فهل تنجح في ذلك؟

 

في تقرير عن هذا الموضوع، يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي، عمر أوزكيزيلجيك، المختص في الشؤون السورية، أن المزيد والمزيد من اللاجئين السوريين على استعداد للعودة، شريطة ضمان سلامتهم وتوفير بنى تحتية مناسبة لعودتهم.

 

وألمح في تقريره -الذي نشره موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني- إلى أن السلطات التركية الحاكمة تسابق الزمن لتحقيق ما خططت له في ظل اقتراب الانتخابات التي ستجرى العام المقبل.

 

ورجح أوزكيزيلجيك أن تلعب المعارضة بورقتين بارزتين ضد الحكومة خلال الانتخابات المذكورة، وهما الاقتصاد وأزمة الهجرة، ولتخفيف هذا الضغط وتجنب زيادة الجرائم ضد اللاجئين، تريد الحكومة أن يعرف الجمهور التركي أن ثمة بديلا.

وأوضح أن السوريين في تركيا لا يعدون لاجئين وإنما يقعون تحت الحماية المؤقتة، وهو ما يعني أن الحكومة التركية مطالبة بإيجاد طرق لتسهيل عودتهم الطوعية إلى سوريا.

 

وإذا عاد أولئك الذين يرغبون في العودة فسيتمخض عن ذلك تخفيف الضغط على أولئك الذين يختارون البقاء في تركيا، مما سيساعد في اندماجهم بشكل أفضل في المجتمع التركي، لكن كيفية القيام بذلك لا تزال محل نقاش، وفقا للكاتب.

أما المعارضة التركية، فتقول إنها لو وصلت للحكم فإنها ستقوم بتطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإبرام صفقة معه لتمكين عودة اللاجئين.

 

لكن هذا الخيار، وفقا لأوزكيزيلجيك، قد اختبرته دول أخرى من دون نجاح كبير، إذ قام الأردن ولبنان بتطبيع علاقتهما مع نظام الرئيس بشار الأسد، لكن معظم السوريين رفضوا العودة. ونسب الكاتب لتقرير للأمم المتحدة قوله "منذ عام 2019، عاد أكثر من 37 ألف لاجئ سوري طواعية من لبنان وأكثر من 40 ألفًا من الأردن، في حين بقي مئات الآلاف منهم في هذين البلدين".

 

أما في تركيا، التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، أي ما يزيد على 3.5 ملايين، تأكد لدى السلطات أن نحو 81 ألفا عادوا في هذا الإطار الزمني لسوريا وربما تكون ثمة حالات لم تسجلها الأمم المتحدة.

 

لكن وفقًا لوزارة الداخلية التركية، فإن أعداد العائدين أعلى بكثير من ذلك، وقد ذكرت هذه الوزارة مارس /آذار الماضي أن نحو 500 ألف لاجئ عادوا طواعية لبلادهم منذ إنشاء تركيا لمنطقة آمنة في الشمال السوري.

 

لكن الملاحظ، حسب الكاتب، أن تدفق النازحين السوريين من داخل بلادهم إلى هذه المناطق التي تحميها تركيا أدى الآن لتكديس نحو 5 ملايين شخص في منطقة صغيرة تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة.

 

وأبرز المحلل ما أكدته الأمم المتحدة من أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية وكريمة وآمنة.

 

وفي حين تتحمل تركيا مسؤولية ضمان الأمن في المناطق التي تحميها، تعرضت إدلب بشكل متكرر للضربات الجوية الروسية وتعاني من عدم الاستقرار السياسي، لكن نشر تركيا لأنظمة الدفاع الجوي "هيسار-أو" (Hisar-O) المنتجة حديثًا قد يؤدي، حسب الكاتب، لتحسين الوضع الأمني في إدلب، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية منحت أنقرة وقتا إضافيا.

 

وقال أوزكيزيلجيك إن ضمان السلامة والكرامة للاجئين السوريين وبناء بنية تحتية كافية لإيوائهم من شأنه إقناع المزيد والمزيد منهم للعودة إلى البلاد، حتى لو لم يكن ذلك ليمكنهم من العودة على الفور إلى مسقط رأسهم.

 

وأشار -في هذ الصدد- إلى أن المنطقة الواقعة بين منطقتي تل أبيض ورأس العين توفر مساحة كبيرة لمشاريع الإسكان والبنية التحتية الضرورية وأن تركيا لديها القدرة على البناء هناك بمفردها.

 

لكن في الوقت الذي قلصت فيه بريطانيا مساعداتها المالية لسوريا، تاركة آلاف الأطفال من دون تعليم، يبدو من غير المرجح أن تساهم الدول الأوروبية في المشروع التركي.

 

وفي حين أن المزيد من الأموال قد يأتي من دول خليجية، إلا أن ذلك قد لا يكون كافيا، فضلا عما يتوقع من استخدام روسيا هذا الصيف حق النقض ضد آلية المساعدات عبر الحدود التي تستخدمها الأمم المتحدة لإغاثة سكان إدلب، الأمر الذي من شأنه أن يمنع تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية المنطقة.

 

وإذا تعذر تخصيص الأموال الكافية لضمان العودة الآمنة والكريمة للاجئين السوريين، فمن شبه المؤكد أن الحكومة التركية لن تصل إلى هدفها الرامي لإعادة مليون لاجئ إلى سوريا، وفقا للكاتب.

المصدر: الجزيرة نت

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

×