تركيا وقطر توقعان اتفاقيات جديدة قبل نهاية العام

سفير تركيا لدى قطر، الدكتور مصطفى كوكصو

سفير تركيا لدى قطر، الدكتور مصطفى كوكصو

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

الدوحة-اقتصاد تركيا

أكد سفير تركيا لدى قطر، الدكتور مصطفى كوكصو، أن البلدين شريكين استراتيجيين وعلاقاتهما تاريخية متجذرة، لافتًا إلى توقيع اتفاقيات جديدة في اجتماع اللجنة الاستراتيجية العليا المقبل في الدوحة قبل نهاية هذا العام.

وأشار السفير التركي في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعين لليوم الوطني للجمهورية التركية، إلى أن العلاقات القطرية التركية شهدت قفزةً نوعية لصالح شعبي البلدين في السنوات الأخيرة، منوهًا إلى توقيع 68 اتفاقية وبروتوكول تعاون بين الدوحة وأنقرة منذ إنشاء اللجنة العليا المشتركة للبلدين عام 2015.

وقال إنه بفضل علاقاتنا القوية القائمة ليس فقط على مصالحنا المشتركة، ولكن أيضًا على الأخوّة الصادقة المتبادلة، حققت العلاقات بين بلدينا تقدمًا كبيرًا في مجالات عديدة، مشيرًا إلى عقد الاجتماع السادس للجنة الاستراتيجية العليا المشتركة للبلدين برئاسة مشتركة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر في أنقرة، في نوفمبر الماضي، بهدف زيادة توطيد التعاون المُشترك.

وقال: إن الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون الـ 68 التي تم التوقيع عليها خلال اجتماعات اللجنة، والتي تعقد سنويًا منذ عام 2015، قدمت مساهمات كبيرة في تنويع علاقاتنا وتعميقها. كما أنها ستعقد اجتماعها القادم قبل حلول نهاية هذا العام وسيتم توقيع اتفاقيات جديدة.

وأشار إلى أنه بفضل كل هذه الاتفاقيات، فإن علاقاتنا الثنائية، التي تطوّرت بشكل سريع في كافة المجالات واكتسبت طابعًا استراتيجيًا قائمًا على الثقة المتبادلة، قد تم منحها أساسًا تعاقديًا.

وقال السفير كوكصو: إن العلاقات بين قطر وتركيا علاقات تاريخية قوية وراسخة ومتنوعة، وانتقلت من التعاون الثنائي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فهما شريكان استراتيجيان يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية منذ سنوات.

وتشهد العلاقات الثنائية بين أنقرة والدوحة تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة في جميع المجالات.

التعاون الاقتصادي

وحول تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين قال السفير التركي: "تُظهر علاقاتنا الاستثنائية انعكاسات قوية أيضًا في المجالات الاقتصادية والتجارية؛ حيث ارتفع حجم التبادل التجاري الثنائي في السنوات العشر الأخيرة من 340 مليون دولار أمريكي، إلى 2.24 مليار دولار أمريكي. وأنا على يقين أن هذه الأرقام ستتضاعف في الأعوام المُقبلة".

وأضاف "أنه بينما يوجد ما مجموعه 619 شركة تركية تعمل في قطر في مختلف القطاعات، خاصة قطاع البناء، هناك أيضًا 182 شركة قطرية تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات في تركيا. ونتيجة تعزيز علاقاتنا التجارية سجلت أيضًا استثمارات قطر المباشرة ارتفاعًا في تركيا. وبلغ إجمالي رصيد الاستثمار القطري في تركيا 33.2 مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام 2020، بينما بلغت مستويات استثمارات تركيا المباشرة في قطر 118 مليون دولار أمريكي".

استثمارات القطريين آمنة

وأكد السفير أن الاستثمارات القطرية في تركيا آمنة ومزدهرة وتحقق نجاحات، وتُعد مؤشرًا على ثقة المستثمر القطري بتركيا ومناخها الاستثماري المميز.

وتنتشر الاستثمارات القطرية بتركيا في العديد من القطاعات، وتمتد إلى الأنشطة التجارية والسياحية والزراعية وقطاع الضيافة والعقار والصناعات الغذائية وغيرها.

وأشار إلى أن أداء الاقتصاد التركي ظهر بشكل قوي مع رفع القيود المتعلقة بجائحة كورونا، كما نما الدخل القومي بنسبة 21.7% في الربع الثاني من العام الجاري. وأصبحت تركيا ثاني دولة ذات أعلى معدل نمو في العالم بعد المملكة المتحدة.

وتظهر المؤشرات الرئيسية أن النشاط الاقتصادي التركي استمر في الحفاظ على قوته في الربع الثالث من العام الجاري، مدعومًا بالطلب الأجنبي القوي.

وأوضح أن انتعاش الطلب السريع بسبب الزيادات الأخيرة في أسعار المواد الغذائية والواردات، والقيود المفروضة على العرض، أدى إلى زيادة التضخم في البلاد. والمتوقع أن تفقد العوامل المؤقتة التي تؤثر على توقعات التضخم تأثيرها على المدى القصير، ويدخل التضخم في اتجاه هبوطي في الربع الأخير من العام الجاري.

السياحة والمونديال

وأضاف السفير: إنه بصرف النظر عن الروابط الاقتصادية فإن العلاقات بين قطر وتركيا في وضع مميز للغاية. ولديهما علاقات تاريخية وثقافية عميقة وإنني على يقين من أننا سنشهد تطورًا مستمرًا في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية في الأيام المقبلة مع ظهور المزيد من الفرص للتعاون في مجال الأعمال والاستثمار.

كما يعد المواطنون القطريون من أكثر السياح إقبالًا على زيارة تركيا. وبلغ عدد السياح القطريين إلى تركيا في السنوات الأخيرة حوالي 140 ألف سائح.

وقال السفير التركي: إنني أنتهز هذه الفرصة لأبارك للشعب القطري اكتمال عدد كبير من منشآت كأس العالم قبل موعدها. ومن دواعي سرورنا مساهمة شركات الإنشاء التركية في مشاريع البنية التحتية في قطر، التي بلغت قيمتها منذ عام 2002 أكثر من 18 مليار دولار أمريكي.

منح دراسية

ونوه السفير إلى أن العلاقات التركية القطرية متنوعة وشاملة، ومن أجل تعزيز الروابط الثقافية بين بلدينا، توصلت مؤسسة وقف المعارف التركية (TMV) إلى توافق مع جامعة قطر (QU) وجامعة لوسيل (LU) على تأمين منحة دراسية كاملة للطلاب القادمين من تركيا للدراسة في قطر. وتم اعتماد ثلاثين طالبًا تركيًا من قبل جامعة قطر هذا العام، وعشرة من قبل جامعة لوسيل لتلقي درجات البكالوريوس في مختلف المجالات، بمنحة دراسية كاملة بعد تعلّم اللغة العربية.

المصدر: صحيفة الراية

×