هكذا استقلتُ وأنشأت شركة
يعيش ستيف سيلبربرغ حلم الرحالة. يتقاضى أجراً ليأخذ متنزهين من جميع مستويات اللياقة البدنية، في رحلات مدتها تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين في بعض المتنزهات الوطنية الأمريكية ذات المناظر الطبيعية الخلابة، من خلال شركة "فيت باكينغ" (Fitpacking) التي يقع مقرها في مدينة هال بولاية ماساتشوستس. ويعزو سيلبربرغ (60 عاماً) الفضل في بقاء شركته البالغة من العمر 16 عاماً إلى ثقة المبتدئين. ويقول: "اعتقدت أن هذا الأمر سيحقق نجاحاً بالتأكيد،. مَن منا لا يريد السفر حاملاً حقيبة فقط على ظهره طوال الأسبوع؟".
الوظيفة القديمة: مبرمج. "كنت أكتب كوداً للبرامج في شركة استثمار لمدة 17 عاماً. كان هناك وقت أحببت فيه البرمجة، ولكن كما هي الحال مع معظم الأشياء، كان من الصعب أن أبقى شغوفاً بها".
لحظة إدراك المفاجأة: "قلت: آه، لقد بلغت الأربعين من عمري للتو، ولم أرَ نفسي جالساً في حجرة صغيرة لبقية حياتي. تساءلت عما إذا كانت هناك طريقة للخروج إلى البرية ومتابعة شغفي الحقيقي. كلما ارتديت حقائب الظهر عدت وملابسي مناسبة لمقاسي بشكل أفضل، وشعرت بتحسن بدني".
وقت التحول: ثلاث سنوات من الأحلام، وسنة واحدة في عملية التحول. "كانت شركتي لطيفة جداً معي، وسمحت لي بالعمل لمدة تسعة أشهر لإنهاء المشاريع بدوام جزئي، حتى بدأت العمل بدوام كامل في مشروعي".
المسار المالي: "استغرق الأمر عامين إلى ثلاثة أعوام، قبل أن يبدأ وصول أي مبلغ معقول من الأموال". في غضون ذلك، كنت أعمل في وظائف الترميز للبرمجة في فصل الشتاء خلال فترة توقف موسم التنزه في الولايات المتحدة. لم يتوقف العمل لمجرد أنني كنت أمتلك وظيفة روتينية يومية، لذلك كان الأمر أشبه بالعمل في وظيفتين".
التوظيف: اتخذ سيلبربرغ نهجاً بطيئاً وثابتاً في التوظيف. "استغرق الأمر بضع سنوات حتى يشارك الناس في مشروع جديد. لكن في السنة الثالثة بدأت في توظيف مرشدين بدوام جزئي". لديه الآن 10 مرشدين، بالإضافة إلى زميله في العمل، "ساعده الأيمن" في أورلاندو، الذي يدير الشركة في أثناء الرحلات التي ينفذها سيلبربرغ، بالإضافة إلى العاملين بدوام جزئي الذين يتعاملون مع الخدمات اللوجستية، مثل حجز الفنادق وتصاريح دخول الحدائق والمتنزهات.
التحدي: هو العمل في جميع الأدوار. أطلق سيلبربرغ بسهولة موقعاً على شبكة الإنترنت، وأنشأ قواعد بيانات. ثم جاءت الأمور الصعبة مثل التسويق والتعامل مع العملاء والمحاسبة. يقول سيلبربرغ: "بينما لم يكن أي منها غريباً تماماً عني، لكنني لاحظت أنه لم يكن لدي نفس التميز".
وظيفة جديدة مقابل وظيفة قديمة: "كنت أجلس في مكتب أمام الكمبيوتر طوال اليوم، والآن أجلس على مكتب أمام الكمبيوتر طوال اليوم". يقول ذلك وهو يضحك. ويتابع: "لكنني عدت للتو من أسبوعين من الإرشاد في منطقة يلوستون، وفي الشهر المقبل سأستيقظ في أسفل منطقة غراند كانيون". يعمل في الارشاد 13 أسبوعاً في السنة، وهو يركز على تجارب الحياة البرية التي قد تضيع بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.
نصيحة احترافية: "تأكد من أن قلبك في شركتك، وأنك تحب فعل ذلك حقاً".
المصدر: بلومبرغ