أسئلة مطروحة حول الأسباب المحتملة لاستقالة وزير المالية التركي

وزير المالية التركي المستقيل، براءات ألبيرق-صورة أرشيفية

وزير المالية التركي المستقيل، براءات ألبيرق-صورة أرشيفية

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

ترجمة اقتصاد تركيا والعالم
بشكل مفاجئ أعلن وزير المالية التركي بيرات البيرق يوم الأحد استقالته من منصبه لتثار العديد من الأسئلة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في تركيا بشأن الأسباب المحتملة وراء الاستقالة التي جاءت بعد يوم من إقالة محافظ البنك المركزي مراد أويصال.

وأشار وزير المالية إلى "أسباب صحية" دفعته إلى التنحي عن منصبه. ومع ذلك، يعتقد كثيرون أن هناك أسبابًا أخرى دفعت صهر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى ترك وظيفته. فصمت المسؤولين ووسائل الإعلام الموالية للحكومة لساعات طويلة حول تأكيد نبأ الاستقالة من عدمه، أفسح المجال أكثر للتكهنات حول الأسباب الحقيقية للاستقالة.

ومساء الإثنين، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس أردوغان وافق على طلب إعفاء من المنصب تقدم به البيرق "لأسباب صحية"، بعدما عُيّن لرئاسة الفريق الاقتصادي التركي في يوليو 2018.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الجمهورية اليومية، يوم الاثنين، لم يتم إبلاغ البيرق بتعيين الوزير السابق ناجي آغبال، محافظا للبنك المركزي التركي، وقرر الاستقالة احتجاجًا على ذلك.

وبموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية يوم السبت، أقال أردوغان رئيس البنك المركزي التركي، مراد أويصال، وأبدله بوزير المالية السابق "آغبال"، حيث سجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها القياسية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وكان أويصال قد أمضى 16 شهرًا فقط من فترة ولايته التي تمتد لأربع سنوات على رأس البنك المركزي.

"محادثة متوترة"

ويقول الصحفي بجريدة الجمهورية إردال سلام: "لم يكن لدى البيرق معلومات مسبقة عن تعيين آغبال رئيسا للبنك المركزي"، زاعما أن محادثة "متوترة" جرت بين البيرق وأردوغان في الصباح.

سبب آخر محتمل لاستقالة البيرق نبه له النائب التركي المعارض عمر فاروق غيرغيرلي أوغلو.

وفي تغريدة على تويتر، قال غيرغيرلي أوغلو، بحسب معلومات من مصادره، إن أردوغان أجبر البيرق على الاستقالة لأن بولنت أرينش، وهو سياسي سابق في حزب العدالة والتنمية وعضو حاليًا في المجلس الاستشاري الرئاسي الأعلى بتركيا، حذر أردوغان من أن 30-40 نائبًا عن حزب العدالة والتنمية سيستقيلون من الحزب وسينضمون إلى صفوف حزب "ديفا" إذا لم يقدم البيرق استقالته، على حد تعبيره.

وحزب الديمقراطية والتقدم "ديفا" هو حزب معارض تم إنشاؤه حديثًا برئاسة علي باباجان، وهو سياسي سابق في حزب العدالة والتنمية وانشق عن الحزب بسبب تضارب الآراء.

وكثيرًا ما تلقي المعارضة باللوم على البيرق في تراجع الليرة التركية، حيث أدى انخفاض قيمة العملة الوطنية إلى نحو 30 في المائة حتى الآن هذا العام، إلى ارتفاع التضخم عن طريق الواردات المسعرة بالعملات الصعبة.

وظلت الأسعار مرتفعة أيضًا بسبب زيادة الاقتراض وارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما دفع البنك المركزي في البلاد إلى رفع توقعات التضخم لنهاية العام الأسبوع الماضي إلى 12.1٪ من 8.9٪.

مشكلة قائمة

وفي تصريح أخير لمحطة تلفزيونية محلية في قونية، أقر أرينش بوجود مشاكل في الاقتصاد التركي وأعرب عن مخاوفه لألبيرق.

وقال أرينتش: "حتى عندما نفى الوزير [البيرق] وجود هذه المشاكل في الاقتصاد ووصفها بأنها نفسية اعترضت عليه... كلنا نرى بشكل ملموس وجود مشكلة".

وأضاف: "الشيء المهم ليس إنكار وجودها ولكن قبولها واتخاذ الإجراءات اللازمة لإيجاد حل".

في غضون ذلك، أوردت وكالة "بلومبرغ" يوم الإثنين، أن محافظ البنك المركزي التركي الجديد يعمل على استبدال بعض نوابه في السلطة النقدية.

ونقلت الوكالة عن أشخاص قالت إنهم مطلعين على الأمر، من دون أن تكشف هوياتهم بناء على طلبهم، إن "آغبال" حريص بشكل خاص على تنحية أعضاء لجنة السياسة النقدية الذين كانوا مقربين من البيرق.

ولم يرد متحدث باسم "آغبال" على طلبات الحصول على تعليق، بحسب "بلومبيرغ".

×