10 ملايين أميركي يواجهون خطر الإفلاس بسبب كورونا

كورونا غيرت مسارات حياة مئات الملايين في العالم - الحرة

كورونا غيرت مسارات حياة مئات الملايين في العالم - الحرة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

عادل الأسد مهاجر يمني، جاء مع عائلته الولايات المتحدة قبل عقود من الزمن لكنه اختار العمل الحر طريقا في حياته، من خلال إنشاء سلسلة مطاعم في مدينتي ديترويت وديربورن بولاية ميشيغان، اللتين يوجد بهما أكبر تجمع سكاني للعرب خارج دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

يواجه عادل، ومنذ قرار الإغلاق بولايته وفي كامل الولايات المتحدة بسبب مخاوف الانتشار الواسع لفيروس كورونا، أخطارا حقيقية تتهدد أعماله، بسبب انحسار فرصة العمل الوحيدة في مطعمه، واقتصارها على خدمة التسليم عند الباب أو التوصيل للمنازل، مما أضعف مداخيل المطعم إلى الحد الذي بات معه عاجزا عن الوفاء بالتزاماته المالية اليومية والشهرية، ومنها إيجار المحل وخدمات الماء والكهرباء والإنترنت وخطوط الهواتف إضافة إلى أجور العمال.

 يؤمن عادل أن هناك ما هو أكبر من علاقة العمل بالعاملين في مطعمه، إيمانا بفكرة المصير الواحد، لذلك اختار فكرة الانحياز للإبقاء على عماله من ذوي الأصول المختلفة في مناصب عملهم، على أن يتم تقاسم تكاليف المرحلة الحالية بالتساوي مع الجميع.

عادل هو واحد من سبعة إلى عشرة ملايين من الأميركيين، الذين باتوا مهددين بالإغلاق النهائي والكامل لأعمالهم الصغيرة والحرة، وهي الفئة الأكثر تأثرا من غيرها في كامل البلاد بقرارات الإغلاق الكامل، التي تم اتخادها عبر الولايات الخمسين بسبب كورونا.

 الأسبوع الخامس منذ قرار الإغلاق، ارتفع فيه عدد العاطلين عن العمل في كامل البلاد إلى ما يفوق العشرين مليون أميركي، في حالة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وتفوق بكثير تلك المعدلات العالية من البطالة التي خلفتها الأزمة الاقتصادية عام 2008 في عموم الولايات المتحدة.

ويسجل كل أسبوع من هذه الأسابيع الخمسة، ما بين أربعة إلى خمسة ملايين أميركي على قوائم المطالبين بمساعدات حكومية، على مستوى مكاتب العمل، رغم تلك المعونات التي كان الكونغرس قد أقرها باقتراح من البيت الأبيض، والتي بلغت حدود اثنين تريليون من الدولارات لمساعدة العائلات والأعمال الأميركية.

لكن حتى هذا المبلغ، وعلى ضخامته، عجز عن الوفاء بالحاجات المتزايدة للأميركيين في هذه المحنة، وقد خصص منها جزء كقروض لأصحاب الاعمال الحرة نفذ من البنوك، في وقت لا تزال هناك ملايين الطلبات على قائمة الانتظار.

هذه التطورات المتسارعة دفعت بالكونغرس إلى بحث خطة مساعدات جديدة بقيمة مئتين وخمسين مليار دولار، لإنعاش هذه الأعمال وإبقائها على قيد الحياة ومنع مصير إشهار الإفلاس والإغلاق الدائم عنها، وبالتالي إيجاد ملايين العاطلين الجدد في سوق العمل.

وإلى أن يتم الاتفاق بشأن تفاصيل هذه المعونات الجديدة، يقول حسان السمرهوني صاحب مؤسسة صغيرة للسياحة بمنطقة شمال فرجينيا، تربط بين وطنه الأصلي المغرب والولايات المتحدة، أن عمله يواجه مصيرا مجهولا في هذه الأزمة.

  أعماله مغلقة بالكامل. ويضيف إلى قلقه الأصلي قلقا آخر، عندما يقول إن "آخر ما يمكن أن يفكر فيه الناس في أزمة كهذه هو السفر إلى خارج البلاد وتحديدا إلى هذه البلدان البعيدة جغرافيا".

وحتى وإن توفر بعض الوقت والمال للسائح الأميركي، فهناك "أولويات جديدة في حياة الناس في المرحلة الحالية، وبالتأكيد أن الأسفار ليست واحدة منها".

يجلس على أريكته في غرفة الجلوس ببيته، ويقول إنه يعرف المصير الذي ينتظره بين اللحظة والأخرى، وكذلك العمال المرتبطين بمؤسسته.

لكنه يؤمن أن الأولوية في اللحظة الراهنة هي لسلامة الجميع، وإن هناك أملا يحتفظ به في نفسه، وهو تلك المعونات التي ينتظر أن يقرها الكونغرس بين الساعة والأخرى، لإنقاذه من الإفلاس وملايين الأميركيين الآخرين، الذين هزت جائحة كورونا أعمالهم، وغيرت مسارات حياتهم، في اتجاهات.. جميعها بات مجهولا.

المصدر : الحرة

×