قادة آسيان يتعهّدون بالمحافظة على إمدادات الغذاء والدواء
تعهّد قادة دول جنوب شرق آسيا إبقاء طرق التجارة مفتوحة للمحافظة على إمدادات المواد الغذائية وتخزين المعدّات الطبية خلال قمة عقدت عبر الإنترنت الثلاثاء، بينما حذّروا من الكلفة الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد.
واتفّق القادة خلال اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الذي ترأّسته فيتنام، على تقاسم الموارد والعمل لوضع حد للأضرار الناجمة عن كوفيد-19 التي طاولت حتى الآن اقتصادات المنطقة التي تعتمد على السياحة والتصدير.
لكن الرابطة لم توافق على ما يبدو على تأسيس صندوق طوارئ اقترحته هانوي للتعامل مع الوباء.
وأعرب القادة في إعلان مشترك عن التزامهم "إبقاء أسواق آسيان مفتوحة أمام التجارة والاستثمار (...) مع أخذ ضمان الأمن الغذائي بعين الاعتبار".
وتعهّدوا كذلك التعاون لضمان الحصول على إمدادات مناسبة ومعدّات وقاية شخصية ومعدات لتشخيص المرض واستخدام "المخازن الاحتياطية لدعم احتياجات الدول الأعضاء في آسيان في حالات الطوارئ المرتبطة بالصحّة العامة".
وأعلنت الصين في وقت لاحق أنها تخطط لتأسيس صندوق خاص لمساعدة دول آسيان على مكافحة الوباء، بدون أن تحدد المبلغ الذي ستخصصه لذلك.
وعقب القمة التي انضم إليها قادة من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، أعرب رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ عن دعمه لحزمة تعاف بقيمة خمسة مليارات دولار عرضها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية المدعوم من بكين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن لي قوله "نرحّب بعرض البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية بإقامة آلية تعاف من كوفيد-19 برأس مال أولي بقيمة خمسة مليارات دولار".
وفي مستهل القمة، أشاد رئيس الوزراء الفيتنامي نغويين كسوان فوك بخطوات آسيان لمكافحة الفيروس حتى الآن.
لكنه حذر من ان كوفيد-19 "أثر بشكل كبير على حياة الناس، ووضعهم الاقتصادي-الاجتماعي (...) وشكل تحدياً للاستقرار والأمن الاجتماعي".
ونجحت فيتنام إلى حد ما باحتواء الفيروس عبر إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي التي فرضتها. وسجلت 265 إصابة بالفيروس بدون وفيات، كما بقيت الحصيلة في تايلاند منخفضة نسبياً مع نحو 2500 إصابة و40 وفاة.
وفي مناطق أخرى في جنوب شرق آسيا، تتفاوت الأرقام. ويُخشى أن تكون الإصابات الفعلية في إندونيسيا أعلى من الأرقام المعلنة بسبب العدد المحدود من الاختبارات التي تم اجراؤها. وسجّلت وفاة أقل من 400 شخص بالفيروس في البلد الذي يعد 260 مليون نسمة.
كما يعتقد أن تكون الإصابات في بورما ولاوس أعلى بكثير مما أعلنته سلطات الأنظمة الصحية المتواضعة في البلدين.
وتسبب ارتفاع الإصابات مؤخراً في سنغافورة بزيادة المخاوف من أن الفيروس قد يعاود انتشاره في أماكن نجحت في مكافحة لدى بدء تفشيه.
واستغلت فيتنام القمة التي يشارك فيها أعضاء آسيان العشرة لتقترح تمويلا للتعامل مع الوباء، وهي فكرة أيّدتها ماليزيا والفيليبين.
وحذر الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي من أنه "قلق بشكل خاص حيال مسألة الأمن الغذائي".
وتعرضت المنطقة بأسرها لضربة قاسية جراء الوباء الذي هزّ العالم.
وفي فيتنام، لا تزال العديد من المصانع تعمل لكن عشرات العمال في مصنع "سامسونغ" في شمال البلاد وضعوا في الحجر بعدما تبينت إصابة أحدهم.
بموازاة ذلك، يتوقع أن ينكمش اقتصاد تايلاند، ثاني أكبر قوة اقتصادية في آسيان، بنسبة 5,3%، ليبلغ أدنى مستوى منذ 22 عاماً، في ظل معاناة الملايين من البطالة في المملكة المضطربة سياسياً.
المصدر/ فرانس برس