طرابزون تحن لأيام العرب.. عاملون بالسياحة: انتهت الأيام المجيدة
ترجمة وتحرير اقتصاد تركيا
طرابزون، المدينة الخلابة التي تقع على طول ساحل البحر الأسود شمال تركيا، تشهد حاليًا هدوءًا غير عادي في مناطقها السياحية والتاريخية الصاخبة. وقد حل هذا الهدوء على المدينة مع خروج السياح العرب الذين عادوا إلى أوطانهم مع بدء العام الدراسي الجديد.
وفي تقرير نشرته صحيفة حريت التركية، أعرب علي تشينار، وهو عامل سياحة محلي، عن ملاحظاته حول التغيير الجذري. وأشار إلى أنه منذ وقت ليس ببعيد كانت الشوارع والأماكن السياحية الشهيرة في طرابزون تعج بالزوار العرب. لكن مع بدء العام الدراسي في دول الخليج، تضاءلت أعدادهم بشكل كبير.
وأبدى شينار أسفه للانخفاض الكبير في الأعمال، يقدر بنحو 10% منذ مغادرة السياح العرب. وتذكر الوقت الذي كان فيه العثور على مكان لوقوف السيارات يمثل تحديًا، وكان المشهد مختلفًا تمامًا عن الوقت الحاضر، حيث كان عدد قليل فقط من الزوار يترددون على مناطق الجذب في المدينة.
وسلط شينار الضوء على التأثير الاقتصادي الكبير للسياح العرب، وشدد على أهميتهم في تنشيط الحياة الاقتصادية في طرابزون. وأشار إلى أن السياح العرب كانوا من بين أكثر الزوار الدوليين غزارة، مما ساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي.
وأرجع شينار انخفاض تدفق السياح العرب هذا الصيف مقارنة بالعام السابق إلى حالات العنصرية الموجهة ضد العرب، والتي تثنيهم عن العودة. وأشار إلى أن طرابزون واجهت هذا العام موسمًا سياحيًا أكثر تباطؤًا، حيث يفكر السياح العرب بشكل متزايد في وجهات أخرى مثل البوسنة بسبب التشابه في المناخ.
وقد ردد خبير السياحة عارف اكيازي نفس رأي تشينار، وكشف أن الموسم السياحي قد انتهى قبل الأوان. يتكون الزوار الحاليون إلى طرابزون في المقام الأول من السياح المحليين، مما يمثل نهاية ذروة المدينة باعتبارها نقطة جذب سياحية عالمية.
طرابزون، المشهورة بجمالها الطبيعي الأخاذ وتراثها التاريخي الغني، كانت منذ فترة طويلة وجهة مفضلة للسياح في جميع أنحاء العالم. ومن بين هذه الدول، كانت دول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، من المساهمين البارزين في صناعة السياحة المزدهرة في المدينة.
ومع ذلك، مع تراجع الموسم وتوديع السياح العرب لمدينة طرابزون، تواجه المدينة تحولاً في التركيبة السكانية السياحية والمشهد الاقتصادي.