ارتفاع سيولة الليرة يربك جهود التشديد النقدي في تركيا

سيدتان تعبران أمام مقر البنك المركزي التركي في العاصمة أنقرة

سيدتان تعبران أمام مقر البنك المركزي التركي في العاصمة أنقرة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

إسطنبول-اقتصاد تركيا

بدأ البنك المركزي التركي شراء ليرة أكثر مما يبيع للنظام المصرفي، بعدما أدّت أداة الادخار الرئيسية المقوَّمة بالعملة المحلية والجهود المبذولة لتجديد الاحتياطيات، إلى ضخّ مئات المليارات من الليرة في الاقتصاد، بما يقوّض جهود تشديد السياسة النقدية.

لأول مرة منذ ثلاث سنوات، أصبح البنك المركزي التركي في أنقرة مقترضاً صافياً لليرة عبر عمليات السوق المفتوحة، في علامة على السيولة الوفيرة بالليرة في النظام المالي.

في الوقت نفسه أدّى تراكم احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية أيضاً إلى ضخّ مزيد من الليرة في الاقتصاد.

نتيجة لذلك تنخفض أسعار الفائدة على الأصول المقومة بالليرة، ما يقلّل جاذبية العملة كوسيلة ادّخار في وقت تُعَدّ فيه الليرة فعلياً واحدة من أسوأ العملات أداءً حول العالم.

انخفض متوسط سعر الفائدة على الودائع بالليرة لأجل ثلاثة أشهر للأسبوع الثاني إلى 37.8% من 42%، كما انخفض سعر الفائدة المرجعي على الليرة لليلة واحدة إلى 13.5% من 16%، وهو أقلّ بكثير من سعر الفائدة الرسمي لدى البنك المركزي البالغ 15%.

 

زيادة طفيفة متوقعة للفائدة غداً

فقدت العملة التركية أكثر من 30% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية 2023، وهو أكبر انخفاض في عملة سوق ناشئة رئيسية بعد البيزو الأرجنتيني.

في حين رفع المركزي التركي الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من عامين الشهر الماضي، فإن الزيادة البالغة 650 نقطة أساس أحبطت المشاركين في السوق، الذين كانوا يتوقعون رفعها بقدر أكبر.

والآن يتوقع خبراء اقتصاديون أن يرفع البنك المركزي الفائدة بمعدل طفيف مجدداً في اجتماع لجنة السياسة النقدية غداً الخميس، بمقدار 350 نقطة أساس إلى 18%، حسب أوسط تقديرات المحللين الذين شاركوا في استطلاع أجرته "بلومبرغ".

قالت سيلفا بحر بازيكي، محللة الاقتصاد التركي في "بلومبرغ إيكونوميكس": "في ضوء النهج التدريجي الذي يتبعه البنك المركزي في تشديد سياسته النقدية، نتوقع رفع المسؤولين للفائدة الرئيسية بمقدار 300 نقطة أساس يوم الخميس، كما أن السيولة الكبيرة لليرة ترجح تشديد المركزي إلى أدواته البديلة أيضاً".

المصدر: بلومبرغ

×