سر الأسبارتام المثير.. هل تشرب سمًا دون أن تدرك؟
إسطنبول-اقتصاد تركيا
تعتزم الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إعلان أن الأسبارتام، وهي إحدى أكثر المحليات الصناعية شيوعًا في العالم، تعتبر مادة مسرطنة محتملة. هذا الإعلان قد يضع الوكالة في مواجهة مباشرة مع صناعة الأغذية والجهات الناظمة.
وستخدم الأسبارتام بشكل واسع في صناعة مشروبات المياه الغازية منخفضة السعرات الحرارية، مثل كوكا كولا دايت. ومن المقرر أن يتم إدراج الأسبارتام كمادة محتملة لتسبب السرطان للإنسان لأول مرة ابتداءً من يوليو/تموز، وفقًا لتوصية الوكالة الناتجة عن اجتماع خبراء من خارج الهيئة.
ويهدف القرار إلى تقييم مدى خطورة الأسبارتام استنادًا إلى الأدلة المنشورة وما إذا كانت تشكل خطرًا محتملاً أم لا. ولا يؤخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن للأفراد استهلاكها دون التأثير على صحتهم.
وتثير هذه التطورات تساؤلات وجدلاً حول سلامة استخدام الأسبارتام في المنتجات الغذائية وتأثيرها الصحي على البشر. من المهم مواصلة البحوث والدراسات للتحقق من تأثير الأسبارتام على صحة الإنسان.
في هذه الفترة، ينصح المستهلكون بالحذر والاستشارة مع الجهات المعنية للحصول على المعلومات الدقيقة حول سلامة الأغذية وتوجيهات الاستهلاك.
ومثل هذه القرارات المماثلة التي اتخذتها الوكالة في الماضي بشأن مواد مختلفة، أدت إلى تعرض الشركات لدعاوى قضائية وحثتها على إعادة صياغة وصفات منتجاتها والبحث عن بدائل.
تلقى تقييم الوكالة للمواد المسببة للسرطان انتقادات شديدة، حيث اعتبرت مربكة للجمهور.
يُذكر أن لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية قد أعلنت في عام 1981 أن الأسبارتام آمنة للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة.
من المثير للانتباه أن تقديرات الجهات الناظمة تختلف في عدد من الدول، حيث يجب على الأشخاص البالغين الذين يزنون 60 كغم تناول بين 12 و36 عبوة من المشروبات الغازية المحلاة يوميًا ليصلوا إلى مستوى الخطورة، وذلك اعتمادًا على كمية الأسبارتام الموجودة في المشروب.
وتزايدت الانتقادات والشكوك حول هذه التقييمات الواردة من الوكالة، والتي تعد بمثابة تحذير للشركات المصنعة ودافع للمستهلكين لتوخي الحذر.
وستعمل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بالتعاون مع لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية على إعداد التقارير المتعلقة بالمواد الغذائية المضافة.
ومن المتوقع أن يتضمن التقرير الأول تقييمًا للمخاطر المحتملة لمادة الأسبارتام كعامل مسبب للسرطان. بينما سيغطي التقرير الثاني مخاطر استهلاك المادة اليومي والآثار الضارة المحتملة الأخرى. من المقرر نشر التقريرين في 14 يوليو/تموز المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية قد أبدت قلقها في خطاب أرسلته إلى منظمة الصحة العالمية الصيف الماضي، حيث أعربت عن مخاوفها من تأثير التقارير المرتقبة. وأشارت إلى أن تقييمات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ولجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية قد لا تكون ذات فائدة علمية وقد تسبب الارتباك للجمهور.
وفي المقابل، تؤكد منظمة الصحة العالمية أنها تعمل بشكل وثيق مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية لتجنب الآراء العلمية المتباينة وضمان توفير المعلومات الموثوقة والدقيقة.
المصدر: وكالات