بكلفة 26 ألفا و500 دولار سنويا.. دواء جديد لمرضى ألزهايمر

مرضى الزهايمر

مرضى الزهايمر

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

واشنطن-اقتصاد تركيا

يشكل دواء "ليكيمبي" (Leqembi) الذي أجازته أول أمس الجمعة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية؛ "تقدما مهما في معالجة مرض ألزهايمر"، إذ يعمل العلاج الجديد على إبطاء التدهور المعرفي للمرضى وتحديدا أولئك الذين لم يصلوا بعد إلى مراحل متقدمة من المرض.

وأعطت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية أول أمس موافقتها على العلاج الذي كان منتظرا، بعدما كان حصول دواء سابق على موافقة الإدارة الأميركية عقب الإجراءات نفسها قبل عام ونصف عام، قد أثار انتقادات واسعة.

وأوصت الإدارة الأميركية بالعلاج الجديد الذي سيباع تحت تسمية "ليكيمبي" للمرضى الذين لم يصلوا بعد إلى مراحل متقدمة من المرض.

وتولت مجموعة الأدوية اليابانية "إيساي" (Eisai) بالتعاون مع الأميركية "بايوجين" (Biogen) ابتكار العلاج الجديد الذي يؤخذ عن طريق الوريد مرة كل أسبوعين.

خطوة متقدمة في محاربة مرض ألزهايمر

وأكدت إدارة الأغذية والعقاقير في بيان أن الدواء الجديد يمثل "خطوة متقدمة في محاربة مرض ألزهايمر بشكل فعال". ويصيب هذا المرض نحو 6.5 ملايين أميركي.

ويستهدف الدواء الجديد الذي يشكل "ليكيمبي" مكونه النشط، رواسب بروتين بيتا أميلويد. ومع أن السبب الواضح للإصابة بمرض ألزهايمر لا يزال غير معروف، تظهر أدمغة المرضى لويحات أميلويد تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد.

ويتسبب ذلك في فقدان المرضى الذاكرة. وفي مراحل المرض المتقدمة، يصبح المرضى عاجزين عن القيام بالمهام اليومية أو حتى إجراء محادثات.

واستندت إدارة الأغذية والعقاقير في موافقتها على نتائج تجارب سريرية أظهرت أن الدواء ساعد على تقليل عدد لويحات الأميلويد.

وذكرت الإدارة أن نتائج التجارب السريرية التي أجريت على نطاق أوسع، نشرت حديثا في إحدى المجلات العلمية ويفترض أن تتلقى الإدارة الأميركية البيانات الكاملة في شأنها "قريبا".

وأجريت هذه التجارب على نحو 1800 مريض جرت متابعتهم مدى 18 شهرا، وتوصلت إلى أن التدهور المعرفي لدى المرضى الذين تلقوا علاج "ليكيمبي" انخفض بنسبة 27%.

وفاة مريض واحد

وتطرقت الدراسة إلى آثار جانبية حادة قد يتسبب بها الدواء، إذ أصيب بعض المرضى بنزف دماغي عقب تناوله. وسجلت وفاة مريض واحد تلقى العلاج على الأقل.

وقالت مجموعة من الخبراء في مقال نشرته مجلة "ذا لانست" (The Lancet) العلمية في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي "بغض النظر عن هذه المخاوف، لا يزال يتعين إثبات أن ليكيمبي سيحدث فرقا كبيرا في محاربة مرض ألزهايمر".

وأضافت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية تحذيرا في شأن "خطر حدوث نزيف" على ورقة المعلومات الخاصة بالدواء.

26 ألفا و500 دولار سنويا

وأشار بيان لشركة "إيساي" إلى أن نحو 100 ألف شخص في الولايات المتحدة يمكنهم تلقي العلاج في غضون 3 سنوات، بغض النظر عن المعايير التي تحدد ما إذا كانوا أهلا لتلقيه (ضعف إدراكي خفيف وتأكيد وجود لويحات أميلويد).

وليكيمبي هو ثاني علاج لمرض ألزهايمر تجيزه إدارة الأغذية والعقاقير في الآونة الأخيرة، بعد "أدوهيلم" (Aduhelm) الذي جرت الموافقة عليه في يونيو/حزيران 2021، وابتكرته أيضا شركتا "إيساي" و"بايوجين"، ويستهدف لويحات الأميلويد كذلك. وكان "أدوهيلم" أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003.

إلا أن هذا العلاج أحدث جدلا كبيرا، إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كاف خلال التجارب السريرية. وقيدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

وأكد تقرير للكونغرس الأميركي أخيرا أن سعر الدواء مرتفع (56 ألف دولار في السنة)، في حين أعلن نظام التأمين الصحي الفدرالي "ميديكير" المخصص لكبار السن أنه لن يغطي تكاليفه إلا إذا أخذ في إطار تجارب سريرية.

وأعلنت "إيساي" في بيان أول أمس الجمعة أن الدواء الجديد سيكلف المريض 26 ألفا و500 دولار في السنة، مشيرة إلى أن طرحه بهذا السعر يهدف إلى "تعزيز إتاحته للمرضى، وتقليص العبء المالي العام، ودعم استمرارية النظام الصحي".

ولم يتم البت بعد في ما إذا كانت ستتحمل "ميديكير" تكاليف العلاج الجديد.

برنامج سريع

وأكدت جوان بايك رئيسة جمعية "ألزهايمر أسوسييشن" في بيان أن "الأشخاص الذين يتعايشون مع هذا المرض المميت لا يتمتعون برفاهية الوقت لانتظار علاج معجزة"، داعية "ميديكير" إلى الموافقة على تغطية تكاليف "ليكيمبي".

وأجيز العلاج الجديد في إطار برنامج سريع لإدارة الأغذية والعقاقير، يتيح الموافقة سريعا على العلاجات التي تكافح الأمراض الخطيرة التي لم يجر التوصل بعد إلى أدوية شافية لها.

وأخفق الباحثون منذ عقود في إحراز تقدم فعلي في محاربة مرض ألزهايمر، لذا يرى البعض أن ليكيمبي يحمل آمالا لهم. ولم يجر التوصل حتى اليوم إلى أي علاج شاف لألزهايمر.

المصدر : وكالات

×