"المنسف".. طبق أردني وتراث عالمي (صور)

المنسف من أشهر الأطباق الأردنية-الأناضول

المنسف من أشهر الأطباق الأردنية-الأناضول

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

إربد-اقتصاد تركيا

اقترن اسمه بالأردنيين، وتحوّل من طبق وطعام إلى منظومة وأسلوب حياة، فحضوره للكرم عنوان وطهيه إرث وتقليد.. هذا هو واقع "المنسف" الذي يرتبط ذكره بالمملكة.

 

في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إدراج "المنسف" في الأردن على قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية كوليمة احتفائية ذات دلالات اجتماعية وثقافية.

 

و"المنسف" هو أشهر الأطباق الأردنية، ويتكون من الأرز واللحوم والجميد والسّمن البلدي، وتعتمد طريقة إعداده على الأعراف في كل محافظة ولكن باختلافات بسيطة.

سيد المائدة

 

وللتعرف على تفاصيل إعداد "المنسف" وطرق تقديمه، أجرت الأناضول جولة مصوّرة في أماكن متخصصة في الطبق الأردني الأكثر شهرة، وتحديدا في محافظة إربد شمالي البلاد.

 

يزن السيلاوي (36 عاما)، صاحب أحد المطابخ المركزية الخاصة بإعداد "المنسف"، قال للأناضول إن "المنسف أكلة الأردنيين، ولا ينحصر على فئة دون أخرى، بمعنى أنه سيد المائدة الأردنية".

وأوضح أن "هذا الطبق يُقدم في كل المناسبات، وهو الطبق الرئيسي لكل الأردنيين وخاصة يوم الجمعة (باعتباره عطلة رسمية)".

 

ومشيدا بإدراجه على قائمة التراث العالمي، اعتبر السيلاوي أنه "يُعطيه بشكل رسمي الهوية العالمية كموروث شعبي أبًا عن جدّ".

خلطة خاصة

 

ربا الزعبي (50 عاما) صاحبة إحدى أكاديميات تعليم فنون الطهي في إربد قالت للأناضول: "نسعى في الأكاديمية هنا إلى التركيز على الأطباق الأردنية التراثية وخاصة المنسف، ولكن ضمن الطريقة القديمة، وذلك باستخدام ما يعرف بحواجة المنسف (خليط من الأعشاب والبهارات)".

واعتبرت أن "إضافة الحواجة أثناء إعداد المنسف دليل على أن هذا الطبق إرث أردني؛ إذ لم يُعرف عن أي دولة بأنها تضيف هذه الخلطة إلا في الأردن، وهو ما يعطيه طعما مختلفا".

اقرأ أيضا| المظبي المشوي على الحجر.. قيمة اقتصادية كبيرة في عُمان

فيما قال ينال العظامات (19 عاما)، وهو طالب في فنون الطهي، للأناضول إن "المنسف طبق يُطهى في كل بيت أردني، والأردن معروف به على مستوى العالم، فعندما تقول منسف يُقال أنت أردني".

 

منظومة حياة

 

أما أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة (حكومية) حسين محادين فقال إن "المنسف تجاوز حدوده المادية التي ترشح من البيئة إلى حدود الطعام، أي الذي يجمع بين مكوناته المادية لغاية الطهو إلى منظومة حياة، بدليل أنه الحاضر في الأفراح والأتراح وفي مختلف المناسبات، إلى حد وصل أن يكون هوية جمعية جامعة للأردنيين وأصدقائهم في العالم".

 

وأردف محادين للأناضول: "بالتالي، اتسع حضوره من حدود الغذاء إلى ضوابط ومعايير اجتماعية، من حيث طبقية المنسف التي تشير الوقائع إلى أنه مختلف ومتفرع تحت عنوان المنسف الأردني".

"فما يقدّم من مناسف في كل مناسبة لها خصوصيتها من حيث كمية الطعام وشكل اللحوم وحجمها واختلاف هذه الكميات وفقا لمكانة وقيمة المناسبة التي يقدم بها"، بحسب محادين.

 

واستدرك: "نحن نتحدث هنا عن هوية مرتبطة بأسباب العيش كغذاء، مثلما هي مرتبطة عضويا بالتقاليد الصارمة التي ترافق تناوله، وعليه ننتقل بالمجمل إلى طعام جامع بالوجدان الشعبي وبصورة مرتفعة الحضور والتأثير".

في الأفراح والأتراح

 

وبالنسبة لاختيار "اليونيسكو" لـ"المنسف" ليكون على قائمة التراث العالمي المحمي، فاعتبر أمين عام وزارة الثقافة الأردنية هزاع البراري أنه "تأكيد بأنه ليس مجرد طعام، بل يتجاوز ذلك إلى منظومة من القيم الاجتماعية التي لها تأثير كبير وامتداد تاريخي منذ مئات السنين".

وتابع البراري في حديث مع الأناضول: "هذا الطعام متداخل في البنية الاجتماعية وضمن العادات والتقاليد وله رمزية عالية لدى الأردنيين، سواء في الأفراح أو الأتراح".

 

و"المنسف من التراث غير المادي الذي نسعى لإدامته والمحافظة عليه وتدوين الأدبيات والأخلاقيات والممارسات الفضلى المتعلقة به وتعريف العالم بالمنسف كطعام وكقيمة اجتماعية وتاريخية"، وفق البراري.

 

وختم بأنه "ضمن هذا الإطار، تم قبول ملف المنسف والتصويت عليه، وبالتالي حقق الفوز وسُجل من خلال اليونيسكو على لائحة التراث العالمي غير المادي للبشرية".

 

المصدر: الأناضول

×