كيف أصبحت "سان لوران" قوة تجارية تصل مبيعاتها إلى 3 مليارات دولار؟
باريس-اقتصاد تركيا
بتصميماتها الفريدة، وعروض أزيائها الرائعة التي أقيم بعضها أمام برج إيفل، تمكنت وكالة الأزياء الفرنسية "سان لوران"، التي أسسها هنري دونات ماتيو سان لوران، من أن تكون في صدارة العلامات التجارية الفاخرة طوال السنوات الماضية، وارتفعت مبيعاتها لما قد يصل إلى حوالي 3 مليارات دولار.
ويمكن القول بأن السنين الخمس الماضية كانت تمثل نقلةً نوعيةً في تصميمات هذه الدار، إذ تمكن مصمم الدار، أنتوني فاكاريلو، من الكشف عن جاذبية "سان لوران" الأكثر استفزازًا، ونقلها إلى العالم على طريقته الخاصة.
وفي هذا الشأن، كتبت ناقدة الموضة، كاتي هورين: "لقد جعل فاكاريلو نفسه مسؤولاً عن جماليات إيف سان لوران، وكشف عن مميزات العلامة التجارية بلهجته وذوقه".
فقبل شهورٍ من عرض أزياء الخريف والشتاء الخاص بالدار، الذي أقيم في مارس الماضي أمام برج إيفل، تصدرت "سان لوران" أغلفة المجلات، وباتت اسماً يتردد، وبعد ست سنوات تقريبًا من إقامة فاكاريلو، بدا أن هذه العلامة التجارية تقبل أكثر من أي وقت مضى التحول في تصميماتها.
ومنذ وصوله إلى "سان لوران" في عام 2016، قام فاكاريلو بتحويل العلامة التجارية من الرجعية و"الروك أند رول"، اللذين صقلهما وأكدهما سلفه هيدي سليمان من لوس أنجلوس، إلى قصة باريسية محسّنة وأكثر بساطة.
ومع الاحتفاظ بنهج العلامة التجارية غير الموسمي، تمكن فاكاريلو من تحويل تركيز العلامة التجارية من فساتين السهرة اللامعة إلى الملابس غير الرسمية والخياطة وإعادة الخياطة، ما أدى باستمرار إلى تحويل التوقيعات البرجوازية لإيف سان لوران إلى شيء أكثر بساطةً وتواضعاً، بالإضافة إلى أنه يحمل الحمض النووي الفرنسي للعلامة التجارية، لكن مع جاذبية عالمية وعصرية.
وفي الوقت نفسه، ساعد نهج الرئيسة التنفيذية، فرانشيسكا بيليتيني، الواضح في التسويق والتوزيع على زيادة تأثير العلامة التجارية بشكل كبير، حيث نمت مبيعات "سان لوران" حوالي 5 أضعاف، لتصل إلى 2.52 مليار يورو (2.66 مليار دولار)، بعد انضمام بيليتيني إلى العلامة التجارية في عام 2013.
وتضاعف بعد أن أصبح فاكاريلو مديرًا إبداعيًا في عام 2016، وزادت أرباح "سان لوران" 10 مرات، كما ارتفع العائد قبل احتساب الفائدة والضريبة من 77 مليون يورو في 2013، إلى 715 مليون يورو، العام الماضي.
ومع نمو بنسبة 49% في مبيعات التجزئة بالربع الأخير، فإن العلامة التجارية في طريقها لتتجاوز 3 مليارات يورو كقيمة مبيعات هذا العام، وهذا الرقم المتوقع يأتي رغم أن "سان لوران" تعمل على تقليل ميلها إلى مبيعات الجملة.
ويبدو أن الرغبة في التكرار والتطور الأسلوبي في التصميمات ساعدت على تعزيز هوية العلامة التجارية للمستهلكين، حيث قال المحلل في "HSBC"، إروان رامبورغ: "لقد حققت سان لوران التناسق بالفعل، إذ يبحث المستهلكون عن منتجات مميزة، وهذه واحدة من أكثر العلامات التجارية الفرنسية شهرةً، إذ لا يتعين عليها إحداث ضوضاء كل دقيقة لجذبك".
وفي بعض الأحيان، يرجع نجاح "سان لوران" إلى الصورة الرتيبة القوية للعلامة التجارية ومفهوم المتجر، الذي أسسه المدير الإبداعي السابق هيدي سليمان.
المصدر: مواقع اخبارية