المستقبل المجهول للطاقة في أوروبا
اسطنبول-اقتصاد تركيا
مع ازدياد برودة الطقس في أوروبا، يستمر ارتفاع أسعار الطاقة وكذلك المخاوف بشأن أمن إمدادات الطاقة آخذة في الازدياد، وفي حين أعلنت العديد من الدول عن تدابير التوفير بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، فإن بعض الدول تواصل البحث عن مصادر بديلة.
إن تلبية احتياجات الغاز الطبيعي في الفترة المقبلة ستكون صعبةً للغاية نظراً لعدم القدرة على توفير أمن إمدادات الطاقة ـ وخاصة أمن إمدادات الغاز الطبيعي ـ من خلال خطوط الأنابيب الحالية والكمية المحدودة من الغاز الطبيعي المسال التي ستأتي على المدى القصير.
في هذه الحالة من المتوقع أن تصبح لعبة الطاقة بين روسيا والدول الأوروبية أكثر عدوانية وشراسة.
روسيا ودول أوروبية في أزمة أمن إمدادات الطاقة
ومن المتوقع أن تستمر حرب العقوبات بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، وبينما تعلن الدول الأوروبية عن عقوبات اقتصادية ومالية، فإن روسيا ترد بأنها ستستخدم أقوى أوراقها الرابحة "عقوبات الطاقة" بشكل أكثر وضوحاً خاصةً مع اقتراب فصل الشتاء.
وقد بدأت روسيا بتنفيذ هذه العقوبات بالفعل فقد أوضحت شركة غازبروم أن خط أنابيب الغاز الذي تم إغلاقه في الوقت الحالي لن يعاد فتحه لأوروبا.
كما تحدى الرئيس الروسي بوتين الدول الأوروبية مصرحاً بأنه لن يتم توفير الغاز الطبيعي والنفط والفحم ووقود التدفئة وأن الدول الأوروبية ستتجمد هذا الشتاء.
اقرأ أيضا| تركيا ستدفع 25٪ من فاتورة الغاز الروسي بالروبل
وبفضل هذه الخطوات التي اتخذتها روسيا باستخدام الورقة الرابحة للطاقة، وسرعتها في تنفيذ هذه الخطوات ، فقد بدأت العقوبات الآن تنتقل إلى مرحلة أخرى، ونظراً لاقتراب فصل الشتاء فإن روسيا تريد استغلال اعتماد الدول الأوربية عليها في مجال الطاقة للحد من تأثير العقوبات الاقتصادية التي ستفرضها الدول الأوربية عليها ولعدم مواجهة عقوبات أشد.
في الواقع إن قرار التعبئة الجزئية التي اتخذته روسيا في الفترة الجديدة يستدعي منها استخدام بطاقتها الرابحة بقوة للفوز في الحرب التي ستشتد في أوكرانيا.
على صعيد آخر فإن الدول الأوربية في حيرة من أمرها كيف ستواجه أزمة الطاقة وكيف ستتصرف لحل هذه المشكلة والتغلب عليها.
وإضافة إلى ازدياد الحيرة والتساؤل عن سبب ارتفاع الأسعار هناك مخاوف من الوصول إلى مرحلة يصعب فيها الحصول على الغاز الطبيعي حتى بهذا السعر المرتفع.
وذلك بسبب انقطاع تدفق الغاز الروسي الذي نتج عنه حالة من الخوف والذعر من أنَّ مخزون الغاز الطبيعي لا يمكن أن يلبي احتياجات الغاز على مدار السنة، وأن الكمية المحدودة من الغاز الطبيعي المسال الذي يصل إلى الدول الأوربية قد لا تكون كافية لهذا الشتاء.
ما هي الخيارات المتاحة؟
إن حالة الغموض والإبهام الناتجة عن الظروف الحالية سيكون لها دور كبير في تحديد نوع التغيير السياسي الذي ستتسبب به بين الدول الأوروبية وروسيا، ويبدو أيضاً أن الطريقة التي ستتبعها الدول الأوروبية فيما يتعلق بأمن إمدادات الطاقة والعقوبات المفروضة على روسيا ستشكل خياراً مهماً.
ومن المتوقع أن يسهم تغيير السياسة العامة الذي سيكفل أمن إمدادات الطاقة إسهاما كبيرا في تطبيع أسعار الطاقة العالمية والسيطرة على التضخم الذي يسير أيضا في اتجاه تصاعدي في الاقتصادات.
الكاتب: إيردال تانس قاراغول- صحيفة يني شفق