تركيا تتذكر ضحايا زلزال 1999.. هل إسطنبول جاهزة للحدث الكبير؟

أشخاص يتركون أزهار القرنفل عند نصب تذكاري لضحايا الزلزال، في يالوفا، شمال غرب تركيا

أشخاص يتركون أزهار القرنفل عند نصب تذكاري لضحايا الزلزال، في يالوفا، شمال غرب تركيا

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

ترجمة وتحرير اقتصاد تركيا

في مثل هذا اليوم من 1999م، شهدت تركيا أسوأ كارثة في تاريخها الحديث، حينما اهتزت عديد المدن لمدة 45 ثانية على وقع زلزال بلغت قوته 7.4 درجات وقتل أكثر من 18000 شخص.

وبهذه المناسبة السنوية الأليمة، أقام مواطنون أتراك في غولجوك وأفجيلا ويالوفا وأنقرة العديد من الفعاليات استذكروا من خلالها الضحايا، وسط تحذيرات من إمكانية أن تشهد إسطنبول حدثا جيولوجيا مماثلا قد يودي بحياة الآلاف.

في غولجوك وهي منطقة في محافظة قوجه ايلي بمنطقة مرمرة، تجمع حشد في حدث مهيب حول نصب تذكاري أقيم لضحايا زلزال 1999.

وكانت غولجوك في قلب الزلزال وفقدت عددًا كبيرًا من سكانها، حينما باغتها الزلزال عند الساعة 3:02 صباحًا.

وقال رئيس بلدية غولجوك علي يلدريم سيزر على هامش الفعالية: "سيظل أهالي غولجوك يتذكرون تلك الثواني الخمس والأربعين"، في إشارة إلى مدة الزلزال.

دراسة لبلدية اسطنبول : الزلزال القادم سيدمر 100 ألف منزل

وتعرضت المنطقة لهزات ارتدادية عديدة بعد الزلزال الكارثي، مما أجبر الناس على قضاء ما يقرب من أسبوع في الخارج.

وقال سيزر: "لقد استعدنا جميع خسائرنا المادية ولكن الأشخاص الذين فقدناهم لن يعودوا".

وتابع: "ألمنا ما زال حاضرًا. لقد تعلمنا درسًا وهو أن الكوارث يمكن أن تحدث في أي وقت ونحن بحاجة دائمًا إلى توخي اليقظة".

 

استعدادات أفضل

وفي حديثه في مراسم إحياء سابقة أقيمت في نفس المكان، قال وزير الداخلية سليمان صويلو إن تركيا اتخذت خطوات جديدة للاستعداد بشكل أفضل لمواجهة الكوارث بعد زلزال 1999.

وسلط الضوء على نظام الإنذار المبكر وقال إن الدولة ستقف دائمًا بجانب المتضررين في أي كارثة مستقبلية.

وأضاف وزير الداخلية إنهم يركزون الآن على زلزال متوقع بقوة 7.5 درجة من المتوقع أن يضرب مدينة اسطنبول الأكثر ازدحامًا في تركيا في المستقبل.

وتابع صويلو: "لا نعرف متى سيحدث ذلك لكننا ننظم كل الاستعدادات".

عن الزلزال المتوقع في إسطنبول يقول الخبير الجيولوجي أوكان تويسوز: "هناك زلزال كل 250 سنة. لقد انتهى الوقت، ربما اليوم، وربما غدًا، وربما 50 عامًا من الآن، لكنه سيحدث بالتأكيد".

 

خسائر بشرية ومادية

وبحسب دراسة أجرتها بلدية اسطنبول الكبرى، سيتعرض 91 ألف مبنى لأضرار بالغة أو شديدة في زلزال بقوة 7.5 درجات.

وقال تويسوز بحسب ما نقلت عنه قناة "ان تي في": "حتى لو كان هناك خسائر في الأرواح في كل منزل، فإن هذا سيسبب خسارة كبيرة في الأرواح، ولكنه سيسبب أيضًا مشكلة سكن خطيرة للغاية".

وفقًا لتقرير صادر عن مرصد قانديلي لأبحاث الزلزال، هناك مليون و164 ألف مبنى و4.5 مليون شقة في إسطنبول. وغالبية المباني من عام 2000 وما قبله عندما تم نشر لائحة الزلازل، والتي تعتبر محفوفة بالمخاطر.

وتقدر بلدية المدينة أن ما يقرب من 500 ألف مبنى قد تتعرض لأضرار متوسطة وقليلة.

ما هي أكثر المنازل خطورة في إسطنبول؟

دخل قانون التحول الحضري حيز التنفيذ في عام 2012.

وفي غضون 10 سنوات، تم هدم 77 ألف مبنى من بين 84 ألف مبنى تم تحديدها على أنها خطرة في اسطنبول.

وبحسب معطيات وزارة البيئة والتحضر والمناخ، فقد تم تجديد 600 ألف منزل في المدينة من أصل 900 ألف بحاجة إلى إعادة تأهيل.

وتفيد بيانات لإدارة الكوارث والطوارئ، بوجود 5 آلاف 633 منطقة تجمع للطوارئ وأماكن إيواء يمكن أن تخدم ما يقرب من 2 مليون و 300 ألف نازح في حال وقع الزلزال.

×