حقائب السياح تفوح برائحة توابل السوق المصري في إسطنبول (صور)

السوق المصري موقع تاريخي مهم ومركز تجاري بارز في إسطنبول-الأناضول

السوق المصري موقع تاريخي مهم ومركز تجاري بارز في إسطنبول-الأناضول

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

إسطنبول-اقتصاد تركيا

تعتبر الأسواق في مدينة إسطنبول التركية من الأهداف الرئيسية لتدفق السائحين ضمن جولتهم السياحية المتنوعة.

والسوق المصري التاريخي، أو "Mısır Çarşısı" بالتركي، هو أحد أهم هذه الأسواق بفضل موقعه وتاريخه وما يقدمه من توابل وحلويات ومستلزمات مختلفة متميزة.

ويقع هذا السوق القديم في منطقة أمينونو على خليج القرن الذهبي في الجانب الأوروبي من إسطنبول، وهو جزء من تاريخ المدينة ومحطة مهمة في الحياة اليومية للسكان والزائرين والسائحين.

وهذا السوق موقع تاريخي مهم ومركز تجاري بارز يضم العديد من المتاجر المنتشرة داخله وخارجه، ويلبي احتياجات الزائرين، ويقصده السائحون للاطلاع على تاريخه وشراء احتياجاتهم.

ومع دخول فصل الصيف والعطلات والإجازات، تدفق عدد كبير من السائحين من كل أنحاء العالم إلى إسطنبول، خاصة مع السيطرة على جائحة "كورونا" ورفع الإجراءات الوقائية، بعد عامين من التدابير المفروضة.

 

تاريخ السوق

والسوق المصري هو السوق المغلق الثاني في إسطنبول بعد السوق المسقوف في منطقة بايازيد.

وتم بناء السوق المصري خلال حكم السلطان مراد الثالث عام 1597، بهدف تمويل عملية بناء الجامع الجديد الواقع مقابل السوق، وأكملت السلطانة خديجة تورهان، والدة السلطان محمد السادس، البناء الذي افتُتح رسميا عام 1667.

في البداية أُطلق علىه اسم "البازار الجديد" ثم "السوق المصري"؛ لأنه كان يتم استيراد القهوة والتوابل من الهند وجنوب آسيا إلى مصر، ومنها إلى إسطنبول عبر البحر الأبيض المتوسط.

وظلّ السوق مركزا رئيسيّا لتجارة التوابل في تركيا بشكل عام وفي إسطنبول خصوصا لفترة تزيد عن قرنين.

 

منتجات متنوعة

في هذا السوق تنتشر متاجر بيع الحلويات التركية التقليدية والبهارات، بجانب محلات العطارة التركية المتميزة عالميا، إضافة إلى بيع التذكارات الخاصة بإسطنبول وتركيا والتحف والفضيات والملابس جملة ومفردة.

وخلف السوق المصري توجد أسواق تجارية مهمة قديمة في شوارع وأزقة تجذب السائحين الأتراك والأجانب إلى رحلة عبر التاريخ، وتتيح أسواق الجملة للسائحين فرصة التسوق، وللتجار فرصة عقد صفقات تجارية مهمة.

وتفوح في السوق روائح التوابل الممزوجة برائحة القهوة التركية، لتتشكّل توليفة تجمع الحضارات والثقافات.

ويبدأ الكثير من الزائرين تجولهم من السوق المصري والأسواق المجاورة له، قبيل الانتقال لرؤية المشاهد الساحرة المطلة على كثير من المعالم المتميزة.

وفي نهاية السوق يوجد أول وأقدم متجر لبيع القهوة التركية، وهو متجر محمد أفندي الذي بدأت قصته في 1871 عندما عمل على تحميص البن وطحنه، إذ جرت العادة منذ قرون في تركيا على تحميص البن وطحنه منزليا.

 

 

تسوق وسياحة

وإضافة إلى كونه سوقا تاريخيا، يكتسب السوق المصري أهميته من موقعه المتميز، فأي زائر له يستطيع في الوقت نفسه التجول في المنطقة التي تضم كثيرا من المعالم التاريخية والسياحية.

بجانب السوق توجد محطة مهمة أخرى للسائحين وهو الجامع الجديد التاريخي الكبير المبني على الطراز العثماني، وأمامه ساحات يستريح فيها الزائرون والسائحون بعد جولة من التسوق في المنطقة.

كما أن برج غالاطة يقع على مقربة من السوق المصري ويمكن مشاهدته بشكل واضح، إضافة لكون منطقة أمينونو عقدة وسائل بحرية للتنقل إلى الطرف الآسيوي للمدينة، وبدء الرحلات في مضيق البوسفور.

المشهد الساحر من منطقة أمينونو أمام السوق المصري أيضا يجذب السائحين والزائرين، حيث يمكن مشاهدة منظر مضيق البوسفور ولقائه بخليج القرن الذهبي، وكذلك جسر إسطنبول المعلق الأول المعروف باسم "جسر شهداء 15 تموز/يوليو".

ومن هذه النقطة يمكن أيضا مشاهدة تلة تشاملجا وبرجها وجامعها على الطرف الآسيوي، فضلا عن تحول المشهد ليلا إلى سحر له وقع خاص يجذب السائحين لمشاهدته والتقاط الصور التذكارية فيه.

ويمكن لأي زائر وسائح في المنطقة أن يجد ما يشتهي في المطاعم التركية المنتشرة بكثافة على جسر غالاطة والمنطقة المحيطة بالسوق المصري، فضلا عن تواجد المقاهي وبائعي المأكولات الشعبية والشاي التركي المميز.

المصدر: الأناضول

×